تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الخميس، بتذكار تجليس البابا شنودة الثالث البطريرك الـ117 في تاريخ بابوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
من جهته قال كريم كمال الباحث الكنسي إنه سوف يظل يوم ١٤ نوفمبر يومًا خالدًا في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وتاريخ الوطن، حيث جلس بابا استثنائي على الكرسي المرقسي السكندري وهو قداسة البابا شنودة الثالث الذي نحتفل اليوم بالذكري الثالثة والخمسين لجلوس قداسته على السدة المرقسية ليكون ذلك اليوم البداية الحقيقية لكتابة تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في عصرنا الحديث.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«الدستور»: أنه من سمات قداسة البابا شنودة الشخصية كانت عاملًا أساسيًا في تشكيل مراحل حبريته التي امتدت إلى أكثر من أربعة عقود حيث تمتزج شخصية قداسته بين الراهب الزاهد الناسك الذي يقضي نصف الأسبوع في الدير، وهو بطريرك وبين الصحفي المثقف المهتم بقضايا وطنه ومدافع عنها إلى أقصى الحدود وبين الشاعر مرهف الحس واللاهوتي والمعلم الأرثوذكسي القادر على التربع في القلوب وفي العقول أيضًا.
وتابع: لقد أعاد قداسة البابا شنودة بناء الكنيسة في عصرنا الحديث. فقد شهدت الكنيسة في عهد قداسته نهضة عمرانية لم تشهد مثيلها منذ تأسيسها، حيث أعاد الحياة الرهبانية إلى الأديرة المندثرة وأسس آلاف الكنائس في مصر وإفريقيا وكل بلاد المهجر لتتحول الكنيسة القبطية في عهد قداسته من كنيسة محلية إلى كنيسة من أكبر الكنائس من حيث الانتشار في أغلب دول العالم وفي جميع القارات.
ولفت إلى أنه على المستوى التعليمي فقد كان قداسته معلمًا أرثوذكسيًا محافظًا على ما تسلم من آباء الكنيسة الأولين، وعلى قوانين الدسقولية والكتاب المقدس وقد زرع تلك التعاليم في أجيال متعاقبة لتكون حائط صد ضد أي محاولات لتغريب الكنيسة في المستقبل وقد تميز قداسته بكاريزما عالية أساسها الصدق فقد كان ظاهره مثل باطنه.
وعلى المستوي الوطني فأعمال قداسته تحتاج إلى مجلدات بدءًا من دور قداسته في دعم المجهود الحربي وزيارة الجبهة خلال حرب ٦ أكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣ إلى الدفاع عن مصر في جميع المحافل الدولية ورفض أي تدخل في الشأن المصري تحت حجة حماية الأقباط إلى دور قداسته البارز في الدفاع عن القضية الفلسطينية وقد مثل قداسته حائطًا منيعًا ضد الفتنة الطائفية رغم الحوادث العديدة التي حدثت في عهد قداسته، فقد كان حكيمًا ومحبًا لمصر واستقرارها إلى أقصى الحدود.
واختتم: ونحن نحتفل اليوم بالذكري الثالثة والخمسين لجلوس قداسته على الكرسي المرقسي السكندري نتذكر أعماله الجليلة من أجل الوطن والكنيسة، وسوف نظل فخورين أننا عشنا في زمن هذا العملاق زمن القديس البابا شنوده الثالث.