نياحة الانبا حديد القس
13.03.2025 09:21
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
وطنى
نياحة الانبا حديد القس
حجم الخط
وطنى

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى مثل هذا اليوم 3من الشهر المبارك برمهات,تنيح الأب الطوباوي المحب للإله أنبا حديد القس..

نشأته:

في قرية سنجار، الواقعة في إقليم البرلس بمحافظة الغربية، عاش والد عوض ووالدته نصرة حياة بسيطة ومقدسة، مليئة بالتقوى والرحمة. كان قلباهما مفتوحين للفقراء، وكانا يمارسان عبادتهما بنقاء روح وبمخافة الله، فصارت حياتهما مصدر بركة لكثيرين من المحيطين بهما. ورغم أنه لم يُرزقا بولد في البداية، إلا أن رجاءهما ودموعهما أمام الله كانت سببًا في منحهم الابن الذي طالما حلموا به. وظهرت للأم رؤيا في بداية القرن الرابع عشر بشارة بولادة الابن “حديد”.

وُلد حديد في بيئة إيمانية، إذ نشأ في جوٍّ مليء بالروح الإنجيلية الحية. كان يعمل مع والده في مهنة صيد الأسماك، حيث كان الله يبارك عمل يديه. وكان معروفًا بحب الفقراء له، فتجمع حوله العديد من صيادي السمك الذين وجدوا فيه مرشدًا ومصدرًا للعزاء.

بتوليته:

كانت والدته تأمل في أن يزوجه الله قبل وفاتها، لكن حديد كان قد قرر منذ البداية أن يختار حياة البتولية. وعندما رأت والدته صدق نيته وإصراره، فرحت بدعمه وشجعته على هذا الخيار.

ثم اختفى حديد فجأة عن الأنظار، متجهاً إلى عمل آخر مع بعض البنائين، بعيدًا عن أعين الأقارب والمعارف. كان يوزع أغلب أجرته على الفقراء، مما جعله محط إعجاب وتقدير الكثيرين.

وفي وقت لاحق، اضطر للهرب مجددًا، فانتقل إلى قرية تلبانة في محافظة الدقهلية، حيث عمل في مزرعة صغيرة. هناك، كانت يد الله تبارك عمله، وتعلق أهل القرية به، محبين إياه. ومع رغبته في الهروب من مجد الدنيا الفاني، قرر أن يذهب إلى دير الإسقيط، لكن رؤيا قديسة مريم ظهرت له، داعية إياه للذهاب إلى قرية مطوبس الدمان التابعة لمركز فوه. فاستجاب لدعوتها وذهب، ليخدم أهل القرية بمحبة عظيمة.

سيامته قسًا:

بفضل محبته وتفانيه، اجتمع أهل القرية ليرشحوه ويزكوه قسًا لخدمتهم. صار يخدمهم بتواضع كبير وعطاء بلا حدود. في تلك الفترة، عاشت الكنيسة وقتًا صعبًا في ظل ولاية الملك الصالح بن محمد بن قلاوون، الذي قام بمصادرة أوقاف الكنيسة وأمر بهدم العديد من الكنائس والأديرة. كما فرض جزية كبيرة على المسيحيين، وألقى بالكثيرين منهم في السجون، بل ألقي بالبابا مرقس الرابع (البابا الـ84) في السجن، ولم يُفرج عنه إلا بعد تدخل ملك النوبة.

رغم كل الصعوبات، كان حديد يسعى لبناء كنيسة جديدة. لكنه وُشي به لدى الوالي في الإسكندرية، فتم القبض عليه. ومع ذلك، ظهر له ملاك الرب ليطمئنه، وعندما أُطلق سراحه، عاد ليكمل بناء الكنيسة. وفي أحد الأيام، حاول بعض الأشرار إحراق الكنيسة، ولكن الله بدد مؤامرتهم وأبطل مشورتهم.

نياحته:

بعد مرور فترة من الزمن، أصيب حديد بحمى شديدة. في تلك اللحظات، جمع أولاده وباركهم، وأعلن لهم أنه سيغادر هذا العالم في الأسبوع الأول من الصوم الكبير. أوصى تلميذه يوحنا الربان بالاعتناء بالشعب ورعايته. وفي 3 برمهات سنة 1113 ش (1387 م)، أسلم الروح في يديّ الرب، مخلفًا وراءه إرثًا عظيمًا من الخدمة والتفاني.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.