إسرائيل ترفع قيود الجبهة الشمالية.. تهدئة أم استراحة مؤقتة؟
24.02.2025 08:43
اهم اخبار العالم World News
الدستور
إسرائيل ترفع قيود الجبهة الشمالية.. تهدئة أم استراحة مؤقتة؟
Font Size
الدستور

أعلن جيش الاحتلال  الإسرائيلي، الاثنين، عن تخفيف إجراءات الحماية في المناطق الحدودية الشمالية، في إشارة إلى أن تل أبيب ترى في وقف إطلاق النار مع لبنان وضعًا مستقرًا حتى الآن، القرار الذي جاء عقب اجتماع أمني رفيع المستوى، يعكس محاولة لاستعادة مظاهر الحياة الطبيعية في المستوطنات الحدودية رغم التوترات المستمرة.

تحولات في قواعد الاشتباك بين لبنان وإسرائيل

وكشف البيان الرسمي للجيش الإسرائيلي أن التعليمات الجديدة ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من الساعة الثامنة مساءً، مشيرًا إلى أن القرار استند إلى تقييمات ميدانية أجراها رئيس الأركان هرتسي هاليفي ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، بمشاركة قادة عسكريين وأمنيين. ووفقًا للبيان، سيتم السماح بعودة الأنشطة اليومية إلى وضعها الطبيعي في بلدات خط التماس دون قيود صارمة، في خطوة تعكس قناعة إسرائيلية بتراجع مخاطر التصعيد الفوري.

لكن هذا الإجراء لا يعني انتهاء التوتر، إذ لا تزال إسرائيل تحتفظ بمواقع عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، بينما تتواصل الخروقات المتبادلة، ما يثير تساؤلات حول مدى صلابة هذا الاستقرار المعلن.

عودة المستوطنين.. بين الأمن والمخاوف

يأتي هذا الإعلان قبل الموعد المحدد لعودة المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من المناطق الحدودية عقب اندلاع المواجهات في أكتوبر الماضي.

ووفقًا لخطة الحكومة الإسرائيلية، فإن عملية إعادة السكان إلى مستوطناتهم الشمالية ستتم تدريجيًا مطلع مارس، رغم تحفظات بعض السكان الذين يعبرون عن مخاوفهم من غياب ضمانات أمنية كافية.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أطلق في 16 أكتوبر 2023 خطة طوارئ شملت إجلاء سكان 28 مستوطنة تقع ضمن نطاق كيلومترين من الحدود مع لبنان، في خطوة وُصفت حينها بأنها ضرورية لحماية المدنيين من تبعات المواجهة العسكرية.

وبحسب تقرير صادر عن "الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ"، فإن إجمالي عدد المستوطنين الذين غادروا مناطق الشمال والجنوب منذ 7 أكتوبر بلغ نحو 125 ألف شخص.

هذه الأعداد تعكس حجم الأزمة التي واجهتها إسرائيل نتيجة التصعيد العسكري، حيث تسببت عمليات الإجلاء الجماعي في تداعيات اقتصادية واجتماعية كبيرة، أبرزها التأثير على سوق العقارات، والبنية التحتية للخدمات، فضلًا عن المخاوف من تداعيات طويلة الأمد على التوزيع الديموغرافي في المناطق الحدودية.

التحديات الأمنية القادمة

ورغم هذا التحرك، تبقى المخاوف قائمة بشأن مدى التزام الأطراف المختلفة بوقف إطلاق النار، في ظل استمرار العمليات العسكرية المحدودة من حين لآخر.

ويرى مراقبون أن نجاح إسرائيل في إعادة الاستقرار الفعلي إلى المناطق الحدودية سيعتمد على التطورات السياسية والأمنية في الأسابيع المقبلة، خصوصًا في ظل وجود عوامل إقليمية قد تؤثر على مستقبل الهدنة.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.