شتاء أوكرانيا الأخطر منذ اندلاع الحرب.. أزمات تهدد بقاء "كييف" في 2026
13.11.2025 10:41
اهم اخبار العالم World News
الدستور
شتاء أوكرانيا الأخطر منذ اندلاع الحرب.. أزمات تهدد بقاء
Font Size
الدستور

تواجه أوكرانيا شتاءً وشيكًا قد يكون الأصعب منذ بدء الحرب في فبراير 2022، إذ حذّرت صحيفة بوليتيكو الأمريكية من أن كييف تقترب من نفاد السيولة بحلول فبراير المقبل، في حال لم يرفع الاتحاد الأوروبي تجميد خطة تمويل بقيمة 140 مليار يورو عبر استخدام أصول البنك المركزي الروسي المحتجزة في بلجيكا.

وتسعى الخطة الأوروبية إلى استبدال الأصول الروسية بسندات بدون فوائد لصالح كييف، على أن تُسدد الأخيرة المبلغ فقط إذا وافقت موسكو على دفع تعويضات الحرب.

لكن الخلافات داخل الاتحاد الأوروبي، خصوصًا مع بلجيكا وسلوفاكيا، تُهدد بتجميد الخطة بالكامل، ما ينذر بأزمة مالية خانقة، خاصة بعد توقف الدعم الأمريكي في عهد الرئيس دونالد ترامب.

وفي الداخل، تفاقم قضايا الفساد في قطاعات الطاقة والدفاع أزمة الثقة بالحكومة، مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية وإقالات على مستوى الوزراء وكبار المسئولين.

خسائر ميدانية وتكتيكات روسية مُعقّدة

على الجبهة الشرقية، تتعرض القوات الأوكرانية لضغوط متزايدة مع اقتراب سقوط مدينة بوكروفسك، المركز اللوجستي الحيوي في دونيتسك.

وترى بوليتيكو أن خسارة المدينة ستمنح القوات الروسية موطئ قدم أوسع للسيطرة على ربع مساحة الإقليم التي لا تزال خارج سيطرتها، وستمكنها من تهديد مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك الاستراتيجيتين.

وتحدثت النائبة الأوكرانية ماريانا بيزوهلا عن "فخ روسي" في أغسطس الماضي، حينما تم خداع الجنرالات الأوكرانيين بهجوم وهمي على دوبروبيليا، ما مهد الطريق لاختراق بوكروفسك.

ويأتي هذا التصعيد في وقت حساس بالنسبة لأوكرانيا، بينما تدرس بروكسل زيادة دعمها المالي والعسكري، في ظل تنامي الأصوات الأوروبية المتشككة في جدوى استمرار الدعم.

حرب الطاقة يعود بقوة

مع اقتراب برد الشتاء، تواجه أوكرانيا معركة بقاء جديدة ضد الهجمات الروسية التي أصبحت أكثر تركيزًا وفتكًا.

فبعد أن تمكنت كييف في الشتاءين الماضيين من الحفاظ على شبكة الكهرباء بفضل الدعم الأوروبي، تبدو الأمور أكثر تعقيدًا هذا العام.

تقول بوليتيكو إن روسيا غيّرت استراتيجيتها لتستهدف البنية التحتية للغاز الطبيعي إلى جانب الكهرباء، وهو مصدر التدفئة الرئيسي لنحو 60% من الأوكرانيين.

وبحسب تقديرات وزارة الطاقة الأوكرانية السابقة، فقدت البلاد بالفعل ثلث قدرتها الإنتاجية من الغاز، وربما أكثر.

وحذرت الوزيرة السابقة أولغا بوهوسلافيتس قائلة: "من الواضح أن هذا الشتاء سيكون الأصعب منذ بدء الحرب".

شتاء الحسم أم شتاء الانكسار

تجمع بوليتيكو على أن أوكرانيا تقف اليوم عند مفترق طرق خطير، بين أزمة تمويل خانقة، وجبهات قتال متراجعة، وانهيار تدريجي في منظومة الطاقة.

ويبقى السؤال الحاسم: هل ستخرج كييف من هذا الشتاء صامدة بما يكفي لمقاومة اتفاق سلام مجحف.. أم أنها ستُجبر على قبول ما لم تقبله في الحرب؟

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.