«أقسم بذاتى يا حبيبى جرجس أنه كما لم يقم من مواليد النساء من هو أعظم من يوحنا المعمدان كذلك لا يكون أيضًا فى الشهداء من يشبهك، ولن يكون لك نظير منهم إلى الأبد».
وُجد هذا القسم على لسان السيد المسيح في ظهور خاص للشهيد مارجرجس قبيّل استشهاده محفوظًا في مخطوطة في دير الشهيد الأثري للراهبات في منطقة مصر القديمة، تلك البقعة التي تعتبر من أهم محطات الحج المسيحي في مصر، ووِجهات رحلات السياحة الداخلية والخارجية.
وحصلت الدستور من مصادر خاصة على نص المخطوط ذاته، بعنوان "سيرة الشهيد ماجرجس كوكب الصبح" مارجرجس الروماني.
ومع احتفال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد استشهاد القديس مارجرجس اليوم، 1 مايو، تنشر الدستور نص المخطوط الذي حصلت عليه من دير الشهيد مارجرجس للراهبات بمصر القديمة.
ـ الدستور تحصل على مخطوط وعد المسيح لـ"مارجرجس"
بحسب المخطوط الذي حصلت عليه الدستور: "طبقًا لمخطوط بمكتبة المتحف القبطي بالقاهرة، رقم 472 تاريخ ، وتم تكميل النص من مخطوط بمكتبة كنيسة القديسة بربارة بمصر القديمة، رقم 18 تاريخ. النص مُصحح لغويًا".
ـ نص وعد السيد المسيح للشهيد مارجرجس بحسب المخطوط
«أقسم بذاتى يا حبيبى جرجس أنه كما لم يقم من مواليد النساء من هو أعظم من يوحنا المعمدان كذلك لا يكون أيضًا فى الشهداء من يشبهك، ولن يكون لك نظير منهم إلى الأبد. وقد جعلت لك اسمًا شائعًا حسنًا فى ملكوتى، وقد أعطيت نعمة لاسمك وصيرته ميناء خلاص لجميع البشر، لكى كل من يذكر اسمك من الرجال والنساء ولو كانوا فى جميع الشدائد فإننى أستجيب لهم سريعًا وأعطيهم سؤال قلبهم. وكل من يقدم عطية إلى الكنيسة باسمك أو يعطى الفقراء والأرامل فى يوم عيدك سأساعده فى العالم، وسأجعله يتمتع بخيرات ملكوتى».
احتفالا دير الشهيد مارجرجس للراهبات والكنيسة الأثرية بمصر القديمة
ترأس الأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس مصر القديمة والمنيل وفم الخليج، وأسقف الخدمات العامة والاجتماعية، صلاة القداس الإلهي صباح اليوم، والذي بدأ في السابعة والنصف صباحًا ويختتم في الحادية عشر بعد قليل، بكنيسة القديس مارجرجس الأثرية بمنطقة مصر القديمة.
و يتخلل القداس الإلهي زفة للقديس مارجرجس، والتي يحمل الأسقف "الأنبا يوليوس" خلالها رفات الشهيد مارجرجس الروماني، ومن خلفه كهنة الكنيسة، يتبعهم صفوف من الشمامسة حاملين الصلبان والإعلام التي تحمل صورة الشهيد، وتنطلق الزفة من الكنيسة أثناء القداس، متجهة إلى دير مارجرجس للراهبات الذي يقع بجوار الكنيسة، ثم يعود الأسقف بالرفات مرة أخرى مع الكهنة والشمامسة لاستكمال القداس.
وعقب القداس تقيم كنيسة مارجرجس الأثرية، موكب احتفالي من قِبَل الكشافة على هيئة موكب عسكري مهيب، يليق برتبة الشهيد مارجرجس العسكرية، حيث كان قائدًا مرموقًا في الجيش الروماني.
ويرجع تاريخ كنيسة الشهيد مارجرجس الأثرية بمصر القديمة، إلى القرن السابع الميلادي حينما شيدها أحد الأثرياء الأقباط ويدعي "أثناسيوس"، ووصفها المقريزي بأنها "أجمل كنائس القبط داخل قصر الشمع"، ولكن شب حريق منذ أكثر من قرن لم يُبقي من الكنيسة الأثرى سوى قاعة العرسان وهي القاعة الأولى من نوعها في مصر لإقامة احتفالات للزفاف حسب الطقس القبطي الأرثوذكسي، مشيرًا إلى أن البناء الحالي للكنيسة هو حديث العهد نسبيًا وتم تصميمه على الطراز اليوناني.
وعن أهم ما تحويه الكنيسة، رفات الشهيد مارجرجس، كما أنها تضم رفات الشهيد أبسخيرون القليني، وأيضًا "شاملة" البابا كيرلس السادس، وهي الشال الكبير الذي كان يرتديه البابا القديس خلال صلوات القداس الإلهي وقد أهداها إلى القمص بنيامين راعي الكنيسة الأثرية الراحل والذي دامت فترة كهنوته لـ55 عامًا، عاصر خلالها البابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث، والبابا تواضروس الثاني، وهو البطريرك الحالي.
ومن جهته، قال القمص موسى إبراهيم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الشهيد مارجرجس أحد أهم قديسي الكنيسة الجامعة، وله رصيد كبير من المحبة والثقة لدى الأقباط منذ قرون، حتى أنه يأتي في المرتبة الثانية بعد السيدة العذراء من حيث عدد الكنائس والمذابح التي تحمل اسمه في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.