
قبل خروج الطفلة العروس من "الكوافير" وأثناء توجه حبيبها الصغير لها، حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث تم إحباط عملية زواجهما من جانب المجلس القومي للأمومة والطفولة، نظرًا لأنهما دون السن القانوني..الغريب أن تلك الزيجة لم تكن الأولى لهذا العريس الصغير حيث تبين أنه تم زفافه على أخرى قبل عام وأنجب منها "رضيع".
"كبسة" .. قبل خروج العروس من الكوافير
تلك الواقعة دارت تفاصيلها بمحافظة سوهاج، حيث بدأت بتلقي خط نجدة الطفل 16000 التابع للمجلس عاجلا من أحد الأهالي يُفيد بعزم والد طفلة تبلغ من العمر 15 عامًا بتزويجها من صبي عمره 17 عاما، مشيرًا إلى اتمام الزفاف في ذات يوم البلاغ المقدم للمجلس.
من جهته؛ قام القومي للطفولة باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لوقف هذه الزيجة، حيث أحال الواقعة للجنة الحماية بالمحافظة وللجمعية الشريكة للتدخل العاجل وللتحقق من المعلومات الواردة واتخاذ التدابير اللازمة.
وحرر محضر بهذه الواقعة بعد تأكد لجنة فرعية بالأمومة والطفولة من صحة البلاغ، حيث تبين أن "العريس" الصغير كان متوجهًا إلي الطفلة العروس بالكوافير المتواجدة به لإتمام إجراءات الزواج.
وقالت الدكتورة سحر السنباطي، أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، إنه تم إبلاغ النيابة العامة التي أمرت بإحضار الطفلين ووالداهما ووقعوا على إقرار يتعهدون فيه بعدم تزويجهم للأطفال قبل بلوغهما السن القانونية، لافتة إلى أن النيابة تباشر إجراءاتها فى هذه الواقعة.
سبق للصغير الزواج من أخرى
وكانت المفاجأة التي كشفت عنها "السنباطي" أن العريس الصغير كان قد سبق له الزواج من طفلة أخرى لم تبلغ السن القانونية وذلك منذ عام، وأنجب منها طفل ولم يقم باستخراج شهادة ميلاد له، حيث قام بطرد زوجته من مسكنه.
اثبات نسب الرضيع
وأشارت "السنباطي" أنه سيتم تقديم كافة سبل الدعم لهذا الصغير ووالدته لإثبات نسب الطفل واستخراج شهادة ميلاد له، مؤكدًة أن تلك الواقعة تعد انتهاكا لحقوق الطفل وأن زواج الطفلة قبل بلوغها السن القانونية يعرضها للعديد من المخاطر الصحية أثناء الحمل والولادة، كما أنها لم تكن بالنضج الكافي لاختيار شريك الحياة، موضحة أن زواج الأطفال يحرم الفتاة من استكمال تعليمها وما هو الا تكريس لدائرة الفقر والجهل.
وشددت "السنباطي" إلي المتابعة الدورية للأطفال في مثل هذه الحالات للتأكد من عدم اتمام الزواج في أي وقت لاحق مع تقديم كافة سبل الدعم والمشورة للأهل والأطفال لضمان حمايتهم وسلامتهم.
وأكدت علي أن المجلس يتخذ كافة الإجراءات التي من شأنها إيقاف تعريض الأطفال للخطر والقضاء علي العنف و منها حالات زواج الأطفال، وأنه سيقف دائماً ضد هذه الممارسات الضارة بالفتيات والتي تعرض حياتهن للخطر وتكرس مفاهيم العنف ضدهن.
وفي هذا الصدد؛ وجه المجلس القومي للطفولة الشكر للنائب العام ومكتب حماية الطفل علي سرعة الاستجابة لبلاغ المجلس فى مثل هذه الوقائع وإصدار قرارها بما يتفق مع المصلحة الفضلي للطفلة.
كما توجهت بالشكر لأعضاء لجان حماية الطفولة بالمحافظات ولأخصائيين الجمعيات الشريكة، مشيرًة أنهم لا يدخروا جهدًا في تقديم الحماية والدعم للأطفال.