البابا تواضروس: الكنيسة في كل الأزمان تهتم بالتعليم وتحافظ على التراث القبطي
احتفالية رسمية بحضور رجال الدولة ووزارة المالية تصدر عملة تذكارية للمناسبة
أقام معهد الدراسات القبطية احتفالية بمناسبة مرور سبعين عامًا على تأسيسه (1954 – 2024)، برعاية قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والرئيس الأعلى لمعهد الدراسات القبطية.
منارة علم استمرت ٧٠ عامًا وتاريخ طويل من العمل والتعليم والتعاون مع الجامعات المصرية والعالمية، وهذا ما وضحه فيلم تسجيلي في الاحتفالية بعنوان “منارة من البشر” ليحكي التاريخ بدءا من النهج الذي عاشه أباء الكنيسة عبر الأجيال وساروا مستندين على سبق المعرفة والتقوى وأسسوا العديد من الكيانات التعليمية لتكون وعاء حاوياً وحصناً حامياً، وحفظت المعرفة اللاهوتية والخبرة الرعوية..
وفي السياق ذاته جاء إنشاء معهد الدراسات القبطية.. باعتباره أول معهد أكاديمي وعلمي تابع للكنيسة تم تأسيسه عام ١٩٥٤ ، ففي أكتوبر 1953 تقدم أ.د عزيز سوريال عطية بمذكرة لإنشاء المعهد إلى الأستاذ كامل يوسف صالح وكيل المجلس الملي العام حينذاك. وفي 21 يناير 1954 قرر المجلس الملي العام الموافقة على إنشاء معهد الدراسات القبطية. وفي 7 يونيو 1954 أصدر البابا يوساب الثاني منشورًا بابويًا لتدعيم رسالة معهد الدراسات القبطية الذي يعد مدرسة أمجاد الكنيسة الإسكندرية اللاهوتية..
وقد وافقت وزارة التربية والتعليم على إنشاء المعهد في الخطاب الصادر من إدارة التعليم العالي رقم 1264 بتاريخ 10 يوليو 1955 وأشادت فيه بفكرة إنشاء المعهد لأنه يقوم بخدمة التاريخ الوطني في العصر المسيحي من أجل سد النقص الموجود في هذا النوع من الدراسات وتوجيه البحث على أساس قومي سليم
وقابلت الأوساط العلمية العالمية فكرة إنشاء المعهد باهتمام بالغ، وسارعت إلى إيفاد علمائها ومندوبيها إلى المعهد للتعاون المشترك.
وأقيم حفل افتتاح المعهد في 17 ديسمبر 1954 بحضور عدد كبير من المهتمين بالدراسات القبطية، وبدأت الدراسة بالمعهد في 24 يناير 1955، وانتظم به عند إنشائه 117 دارسًا.
تاريخ طويل لمعهد الدراسات القبطية في عهد أربعة من باباوات الكنيسة القبطية وهم: البابا يوساب الثاني والبابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث والبابا توضروس الثاني، وكان لقداستهم دور مهم في الإرتقاء والتطوير بالمعهد.
ويعد معهد الدراسات القبطية معهداً أكاديمياً علمياً وتعليمياً متخصصاً في دراسة جوانب الحضارة والتراث القبطيين، بكل ما تشمله من تراث مادي وغير مادي، من فكر ولاهوت، ولغة وأدب، وتاريخ ومجتمع، وفن وموسيقى، وآثار وعمارة وغيرها. وذلك بوسائل نظرية وعملية وتطبيقية، وفقًا للأهداف المحددة لكل قسم من أقسام المعهد ال13.
أسسه وعلم فيه علماء وأقطاب الدراسات القبطية بكافة فروعها الذين كان لهم ثقلا في المحافل العلمية في العالم أجمع وهم الدكاترة عزيز سوريال عطية، راغب مفتاح، سامي جبرة، مراد كامل، باهور لبيب، زاهر رياض، جورجي صبحي، رمسيس ويصا واصف وحبيب جورجي، وتوالى التدريس فيه سلسلة من الأساتذة والعلماء الأجلاء، وسلموا الراية من جيل إلى جيل..