حالة من الفزع والرعب يعيشها سكان منطقة بهتيم بحي شرق شبرا الخيمة، بعد إصابة العشرات من عائلة واحدة بفيروس كورونا المستجد، ولم يقف الأمر عند هذا الحد وفقط بل ووجود حالات وفاة بينهم.
استغاثات ملأت مواقع التواصل الاجتماعي، لمطالبة المسئولين بتطبيق الحظر الإجباري على المنطقة، خشية الوقوع في كارثة لم يحمد عقباها.
عائلة تحارب كورونا
وانفرد موقع "الفجر" بالحديث مع شاب من ضمن أفراد العائلة المصابة والذي تبين إصابته أيضا بالفيروس، ويدعى السيد نصر السيد، ويبلغ من العمر نحو 25 عاما.
في البداية، استهل الشاب المصاب حديثه قائلا: "إحنا عائلة اتكتب عليها تحارب كورونا حيث تم إصابة 35 حالة ما بين أطفال ومراهقين وشباب وعجائز كما قمنا بدفن جدتي وعمي بعد وفاتهما بالمرض اللعين.
عمي سبب انتشار العدوى في العائلة
وأكد "السيد" أن سبب انتشار الفيروس بين أفراد عائلته هو عمه، قائلًا: إن "عمي هو أول حالة في العائلة وقمنا بالاتصال بوزارة الصحة والتي كان ردها (طالما مظهرتش أعراض خليه في الحجر المنزلي) ولكننا قمنا بالذهاب لمستشفى الحميات ولكن تشخيصهم كان التهاب شعبي، وقالولنا (خلوه في البيت لو الحالة استمرت تعالوا تاني ودا مش كورونا)".
انتقال العدوى
وتابع "السيد" أنه "ولكن الكبوس لم ينته بإصابة عمي وجدتي، ولكن بدأت الأعراض تظهر على والدي وعمي الثاني، لنبدأ السيناريو من جديد ونذهب بهما إلى المستشفى وتجرى لهم التحاليل وعمي النهاردة يتوفي أول ما النتيجة تطلع إيجابية، وأبويا في مستشفى الحجر وحالته ميعلمش بيها غير ربنا".
دفن العم والجدة وسط خوف الأهالي
وعن إجراءات دفن الجثمانين، قال "السيد": "بعد وفاة جدتي (غالية) تم إبلاغنا بأن التغسيل والتكفين والدفن سيكون من قبل فريق طبي مؤهل للتعامل مع ذلك، ولكن ما حدث كان مهزلة، لم نجد فريقا مكلف بالدفن، ولكن حضر شخص واحد تابع لوزارة الصحة ما دفعنا للقيام بالدفن بنفسنا خاصة وأن الأهالي بدأوا جدالا حول دفنها في مقابر العائلة بالغربية".
وذكر أنه "بعد الدفن قام أغلب أفراد العائلة بالتوجه للمستشفيات لعمل التحاليل والفحوصات، ولكن ما زال هناك أسرتين منا مخالطين ولم يتم عمل الفحوصات لهم بحجة عدم ظهور الأعراض".
كواليس وأجواء الحجر الصحي للعائلة
"الحجر فوق الممتاز".. هكذا وصف الشاب المصاب، المستشفى التي تم وضعه به، بعد أن تم عمل التحاليل للأسرة وتبين إصابتهم جميعا بفيروس كورونا المستجد.
وأوضح أن وزارة الصحة طالبتهم بالسفر لمنطقة الحجر الصحي بكفر الدوار على نفقتهم الخاصة، لعدم توافر سيارات تنقل هؤلاء المصابين، وبالفعل سافروا إلى كفر الدوار، وتم حجزهم بإحدى مستشفيات العزل الصحي.
وأشار إلى تلقيهم الرعاية الصحية بشكل ممتاز وإلى وجود اهتمام كبير من الممرضين والأطباء، وأن المرض لا يفرق بين كبير وصغير فهناك طفل يبلغ من العمر 3 سنوات مصاب بالفيروس.