تحتفل الكنائس الغربية باليوم الخامس من أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين، وتحيي الكنيسة في جميع أنحاء العالم، أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، للفترة بين (18 -25) يناير. حرصا منها على الاتحاد دوما بمن هو منبع ايمان الكنائس جميعا، والذي هو السيد المسيح، والذي تصب فيه طقوس جميع الكنائس على اختلافها معبرة عن محبتها له و تمسكها برسالته.
وجاء شعار اليوم الخامس: انشاد نشيد للرّب في أرض غريبة.
وتقرأ الكنيسة فيه من سفر المزامير، وقالت الكنائس في عظتها بهذه المناسبة: يعود رثاء صاحب المزمور إلى سبي اهل اليهودية إلى بابل، لكنّ ألم السبي يتردّد عبر الزمن والثقافة. لعلّ المرنّمُ أطلقَ لازمةَ هذا المزمور نحو السماء. وربّما صاح بكلّ مقطعٍ منه بين تنهّدات حزنٍ عميقة. ربّما نُظِمَت هذه القصيدة مع هَزِّ الكتفَين علامة اللامبالاة التي لا يمكن أن تأتي إلا من العيش في ظلّ الظلم والشعور بالعجز عن إحداث أي تغيير حقيقي. بِغَضّ النظر عن الدافع لإطلاق هذه الكلمات، فإن حزن هذا المقطع يجد صدى في قلوب أولئك الذين يُعامَلون على أنهم غرباء في بلاد أخرى أو في أراضيهم.
في المزمور، يطلب الظالِمُ الابتسامَ والفرحَ وإنشادَ أغاني الماضي "السعيد". وصل هذا الطلبُ إلى الناس المهمَّشين على مدى التاريخ. سواء كان ذلك في العروض الهزلية، أو رقصات الغيشا، أو عروض رعاة البقر والهنود في الغرب الامريكي، فقد طلب الظالِمون في كثير من الأحيان بأن يؤدّي المظلومون شيئا مبهجًا لضمان بقائهم على قيد الحياة. رسالتُهم بسيطة بقدر ما هي قاسية. أغنياتُكم، حفلاتكم، هوّيّتكم الثقافية، التي تميّزكم وتجعلكم جديرين بالاحترام، مسموحٌ بها فقط طالما أنّها تخدُمنا.
في هذا المزمور، يُنقل صوتُ أجيال وأجيال من المظلومين. كيف نُرنّمُ ترنيمةَ الرّب ونحن غرباء في أرضنا؟ نحن لا نغنّي للذين يستعبدوننا ولكن لنمجّد الله. نحن نغنّي لأننا لسنا وحدَنا إذْ إنّ الله لم يتركنا أبدًا. نغنّي لأننا محاطون بسحابة من الشهود. الأجدادُ والقديسون يلهمونَنا، يشجّعوننا على غناء أناشيد الأمل، أناشيدِ الحرّية، أناشيدِ التّحرير، أناشيدِ وطنٍ يستعيدُ شعبَه.
وعن الوحدة المسيحية قالت الكنائس في اليوم الخامس: يخبرنا إنجيل لوقا عن اشخاص، وكثيرٌ منهم من النساء، يتبعون يسوع حتى وهو يحمل صليبه إلى الجلجلة. هذا الاتّباع هو فعل التلميذ الأمين. علاوةً على ذلك، يعترف يسوع بنضالاتهم والمعاناة التي سيتعيّن عليهم تحملّها في حمل صليبهم بإيمان.
بفضل الحركة المسكونية، يشترك المسيحيون اليوم في الترانيم والتأملات والصلوات والأفكار العابرة للتقاليد. نتقبّلها من مسيحيين ينتمون إلى جماعات مختلفة عن جماعاتنا، كهباتٍ نابعة من الإيمان ومن حياة تلمذةٍ مسيحية تُعاشُ بالمحبة، وغالبًا وسط المعاناة في النضال. هذه العطايا التي نتشارك بها هي ثرواتٌ ينبغي تقديرها، وهي تعطي شهادةً للإيمان المسيحي الذي نتشاركه.
ووجهت الكنائس الحديث للشعب في اليوم الخامس قائلة: كيف نستذكر قصص الاجداد والقديسين الذين عاشوا بيننا ورنّموا ترانيم الإيمان والرجاء والتحرّر من السبي؟.