تركيا توسع نفوذها بأفريقيا وتبدأ في التنقيب عن النفط قبالة سواحل الصومال
18.08.2024 13:13
اهم اخبار العالم World News
صدى البلد
تركيا توسع نفوذها بأفريقيا وتبدأ في التنقيب عن النفط قبالة سواحل الصومال
Font Size
صدى البلد

تعتزم تركيا إرسال سفينة الأبحاث Oruc Reis لاستكشاف مناطق النفط البحرية قبالة سواحل الصومال، مما يمثل خطوة مهمة في جهود أنقرة المستمرة لتوسيع نفوذها في إفريقيا. 

ووفقا لوكالة بلومبرج الأمريكية، تؤكد هذه الخطوة، التي كشفها محمد حاشي، مدير وزارة النفط الصومالية، عزم تركيا على تنويع مصادر الطاقة وتعزيز موطئ قدمها الجيوسياسي في المنطقة. 

كما يتماشى القرار مع استراتيجية تركيا الأوسع نطاقا لزيادة وجودها في أفريقيا، حيث تتنافس مع القوى العالمية مثل الصين وروسيا ودول الخليج.

وأشارت بلومبرج إلي أن اهتمام تركيا بإفريقيا متعدد الأوجه، مدفوعاً بالموارد الطبيعية الوفيرة التي تتمتع بها القارة وإمكانات النمو الاقتصادي.

ويسلط باتو جوشكون، وهو زميل باحث في معهد الصادق الليبي، الضوء على أن إفريقيا بمثابة أرض اختبار لأدوات السياسة الخارجية التركية النشطة، بما في ذلك مبادرات القوة الناعمة مثل المساعدات والتعليم والتبادلات الثقافية، فضلاً عن العلاقات الاقتصادية والتجارية. 

وأصبح الصومال، على وجه الخصوص، شريكًا رئيسيًا لتركيا، حيث يستضيف أكبر قاعدة عسكرية تركية في الخارج ويعمل كمركز للشركات التركية التي تدير البنية التحتية الحيوية في العاصمة مقديشو.

ويمتد انخراط تركيا في الصومال إلى ما هو أبعد من العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية، إذ يتضمن أيضاً تعاوناً عسكرياً كبيراً. وقامت شركة الطائرات بدون طيار التركية بايكار، بقيادة صهر الرئيس رجب طيب أردوغان، بتزويد الصومال بطائرات بدون طيار من طراز TB2، مما عزز هجوم البلاد ضد جماعة الشباب الإسلامية. 

كما قدمت تركيا الدعم البحري لحماية المياه الصومالية، ردًا على تهديدات القرصنة وعدم الاستقرار في البحر الأحمر، مما عزز دورها كشريك أمني في المنطقة.

ويتجلى نفوذ تركيا في الصومال أيضًا في استثمارها في التعليم والتبادل الثقافي. وتدير مؤسسة المعارف، وهي منظمة تركية مدعومة من الدولة، مدارس في هرجيسا ومقديشو، وتوفر مرافق تعليمية حديثة للطلاب الصوماليين، ويتم تعميق العلاقة الثقافية بين البلدين من خلال القيم الإسلامية المشتركة والعلاقات التي تعود إلى قرون مضت، حيث حصل أكثر من 1000 طالب صومالي على منح دراسية للجامعات التركية منذ عام 1992.

وتعد التوغلات التركية في الصومال جزءًا من سياسة أوسع تمتد عبر القارة الأفريقية. ووصلت الصادرات إلى أفريقيا إلى 28.6 مليار دولار في عام 2023، مع إقامة علاقات تجارية كبيرة مع دول مثل مصر والمغرب وجنوب أفريقيا ونيجيريا.

ولا يقتصر انخراط تركيا في أفريقيا على التجارة؛ كما يشمل التعاون في مجالات الاستخبارات والدفاع وقطاع الطاقة. وتنشط الشركات التركية في مشاريع التعدين والطاقة في النيجر والجزائر ودول أفريقية أخرى، مما يعكس نهج أنقرة الشامل في استراتيجيتها الأفريقية.

وعلى الرغم من الفوائد الاستراتيجية، فإن سعي تركيا إلى النفوذ في أفريقيا لا يخلو من المخاطر.

 وتشكل التوترات الدبلوماسية الأخيرة بين الصومال وإثيوبيا، شريك تركيا الرئيسي الآخر، بشأن الاعتراف بأرض الصومال، تحدياً محتملاً لخطط تركيا في المنطقة. ويعد دور أنقرة كوسيط بين البلدين أمرا بالغ الأهمية، حيث تسعى إلى تحقيق التوازن بين مصالحها والحفاظ على الاستقرار بينما تواصل استكشاف الطاقة في الصومال.

ويؤكد عمر محمود، كبير محللي شؤون شرق أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، أن الصومال يوفر لتركيا موقعًا جغرافيًا استراتيجيًا لتعزيز نفوذها في منطقتي القرن الأفريقي والمحيط الهندي. ومع ذلك، فإن نجاح المبادرات التركية سوف يعتمد على قدرتها على الإبحار عبر الديناميكيات السياسية المعقدة في المنطقة وتأمين نتائج إيجابية في جهودها الدبلوماسية

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.