ينظم دير السيدة العذراء مريم بأسيوط المعروف بدير المحرق، اليوم الأربعاء، احتفالاته بمناسبة ليلة عيد القديس ميخائيل البحيري وذلك بمناسبة الذكرى المئوية له، هذا وتم تطييب رفات القديس القمص ميخائيل البحيري المُحرقي بحضور نيافة الحبر الجليل الأنبا بيجول أسقف ورئيس دير السيدة العذراء مريم المُحرق ونيافة الحبر الجليل الأنبا فيلوباتير أسقف أبو قرقاص وتوابعها وبعض من مجمع رهبان الدير وذلك بمناسبة الاحتفال بمرور مائة عام على نياحته.
وقال القمص تادرس يعقوب ملطي، في كتاب "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية"، عن القمص ميخائيل البحيري المُحرقي، إن تلميذ القديس الأنبا ابرآم أسقف الفيوم. ولد هذا القديس سنة 1848 م. في بلدة أشنين النصارى إحدى قرى مركز مغاغة بمحافظة المنيا، من أبوين مسيحيين بارين فاضلين مملوءين من نعمة الله، محبين للخير، مشهودًا لهما من جميع الناس بالتقوى والفضيلة. ولما بلغ الثانية عشر من عمره تنيح أبوه، ثم بعد ذلك بأربع سنوات توفت أمه.
وعن قصة رهبنته قال: اعتاد أحد الآباء الرهبان يدعى القمص تاوضروس المحرقي أن ذهب إلى قرية اشنين. وكان يلتقي به الشاب الصغير ميخائيل يسمع منه الكثير عن سير القديسين وحياة الرهبنة كحياة سامية في الرب، فكان يمارس هذه التداريب تحت إرشاد أب اعترافه، فذاق الحياة الرهبانية في غرفته الخاصة.
في العشرين من عمره ترهب بدير السيدة العذراء بالمحرق في وقت رئاسة القمص بولس الدلجاوي (القديس أنبا إبرآم)، وعاش على طريق معلمه الأنبا ابرآم، فكان متحليًا بالفضائل الكثيرة أبرزها التواضع والمحبة. وأخذ يدرب نفسه على تجليد الكتب، فجلد الكتب القديمة بمكتبة الدير لصيانتها، وأتى زوار الدير إليه بكتبهم أيضًا، وكان يقبل منهم أي أجر ويوزعه على الفقراء من الرهبان والأهالي. وقد دفعه تجليد الكتب إلى قراءتها، ولشغفه بها كان يشجع الرهبان على الاستزادة من القراءة.
تتلمذ القديس على يدي الشيخ المختبر القمص صليب العلواني، فنال معرفة جليلة وتمتع بتداريب روحية للنمو الروحي. وفي طوبة سنة 1591 ش (1874 م) طلب معلمه من رئيس الدير سيامته قسًا. وتم ذلك علي يدي الأنبا أثناسيوس أسقف صنبو وديروط وقنام.