كلمة قداسة البابا في المؤتمر السنوي لـ"آداب عين شمس".
25.02.2018 13:33
تقاريركم الصحفيه Your Reports
كلمة قداسة البابا في المؤتمر السنوي لـ
Font Size

تحت عنوان "شارك.. ابتكر.. انطلق، الشباب وصناعة المستقبل" شارك قداسة البابا تواضروس الثاني في المؤتمر السنوي لكلية الآداب بجامعة عين شمس وجاء نص كلمة قداسته بالمؤتمر كالتالي: "أولًا أود أن أعبر عن سعادتي البالغة للمشاركة معكم في هذا المؤتمر وحضور هذه المناسبة المتميزة مؤتمر "الشباب وصناعة المستقبل"، السادة رؤساء الجامعات والأساتذة والباحثين والمتخصصين والعاملين أشكر هذه الدعوة الكريمة من الأستاذ الدكتور/ عبد الوهاب عزت رئيس جامعة عين شمس والسيدة الفاضلة الدكتورة/ سوزان القليني عميده كلية الآداب جامعة عين شمس ومنظمة هذا المؤتمر. أحب دائمًا أن أكون بهذه الجامعة العريقة جامعة عين شمس وهي من الجامعات الرائدة في هذا الوطن ومن أفضل الجامعات في التاريخ، وبين جامعة عين شمس والكنيسة القبطية الأرثوذكسية تعاون في مجالات متعددة وخاصة، فهنالك بروتوكول تعاون مشترك بينها والمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي وآخر بينها ومعهد الدراسات القبطية. وفي الكتاب المقدس في سفر الجامعة وهو سفر كتبه سليمان الحكيم ويقول هذه الكلمات "فَاذْكُرْ خَالِقَكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ" وفي هذا المؤتمر الذي يدور حول الشباب والمستقبل -وما أشهى الحديث عن الشباب وعن المستقبل- فالشباب هم الحلقة الذهبية في المجتمع وهم الشريحة الأكثر تعددًا والأكثر حيوية والأكثر فاعلية وهم أساس قاطرة التنمية وحماة المستقبل وهم رأس المال الحقيقي في مجتمعنا، وأرواحهم وأرواحنا خط الدفاع الأول عن الوطن الغالي وبهذه المناسبة أود أن أوجه التحية إلى شبابنا في سيناء الذين يخوضون حربًا شرسة ضد الإرهاب دفاعًا عن جزء غالٍ من أرض الوطن ونشكر القوات المسلحة والشرطة الوطنية وكل الشعب المصري الذين يدافعون عن هذه الأرض الطيبة الدولة تولي اهتمامًا خاصًّا بالشباب وتبذل مجهودًا كبيرًا من أجل رعايتهم، والكنيسة أيضًا ضمن منظومة العمل وضمن منظومة الوطن ومن أولى المؤسسات التي تولي اهتمامًا كبيرًا بهم روحيًّا وفكريًّا وعمليًّا أيضًا فيوجد في كل كنيسة من الكنائس المصرية -سواء في مصر أو خارج مصر- خدمة للشباب تضم اجتماعات من أجل تنشئتهم وتهيئتهم، وفي عام ١٩٨٩ أسست الكنيسة القبطية أسقفية خاصة بالشباب، واهتمت بكل مجالات الشباب من مؤتمرات وكورسات متخصصة في الحوار وبناء الوعي والعلاقات الاستراتيجية وتهتم بكل أنشطتهم طوال العام. وبلا شك أننا في عالم اليوم تسوده الكثير من الحروب، والصراعات وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وينعكس هذا الأمر على الشباب بالتوتر، وهو أمر له تأثير سلبي، خاصة أن الشباب يواجه الحرب عن طريق سهمين، الأول بالتشكيك في كل شيء، والحرب الثانية هي حرب اليأس من كل شيء، وهذا اليأس وهذا التشكيك هما السهام التي توجه لنا، كما أن تعدد مصادر المعرفة على الشبكة العنكبوتية يجعل الكثير من الشباب مشوش ووجود الكثير من الأكاذيب والشائعات أدى إلى ضياع الحقيقة. لذلك أود أن أضع بعض النقاط لمستقبل أفضل للشباب + الأولى أن الشباب يحتاج إلى تنشئته على جميع المستويات ويحتاج إلى التعليم التكويني وليس التلقيني، وترسيخ الهوية. + ثانيًا يحتاج الشباب إلى قادة شباب لهم مواصفات خاصة وهى المشكلة الرئيسية عندنا، نحتاج إلى شباب يتمتعون بفن الحوار، نحتاج إلى إعداد شباب ذوي مواصفات خاصة لكي يكونوا القادة، وشباب لهم القدرة على الحوار الجيد والإقناع بالتفكير العلمي، فالشباب كُثر، ولكن القادة الشباب نادرون، والحوار على مواقع التواصل الاجتماعي تسبب في هبوط مستوى اللغة ومفرداتها لذلك نحتاج إلى قادة يتكلمون ويتحاورون ومن المهم أن تكون مهمتهم الإقناع عن طريق معطيات الزمن الحال". + ثالثًا فكرة الأسر الشبابية، تتكون كل أسرة من خمسين أو مئة شاب وهذه الأسر تجمع بينها عوامل مشتركة عوامل الدراسة او الإقامة أو العمل...إلخ، في أسر، يحتاجون أن تملأ أوقات فراغهم لأن الكثير من الشباب يعانى من الفراغ و"الفضا" وكلمة "الفضا" في اللغة الدارجة قد تحمل أكثر من معنى مثل الفراغ، والفضا أنواع، مثل الفضا عنده وقت ومش عارف يعمل إيه فيفضل يتكلم على مواقع التواصل الاجتماعي، والفضا أيضًا قد تعنى الفراغ القلبي فـ"النفس الشبعانة تدوس العسل وللنفس الجائعة كل مر حلو" نحتاج أن نملأ هذا الفراغ إن كان في النفس أو العقل أو القلب وفي الأمثال القديمة نقول (الفاضي يعمل قاضي) وقاضي يعنى يحكم على كل العالم ويصدر الأحكام على الجميع ولا يعنيه شيء ولو سبناهم فاضيين هيعملوا قضاه علينا في كل مكان على إنجازات الوطن وعلى قامات الوطن وعلى تاريخ الوطن . + رابعًا إظهار النماذج الشبابية الجيدة والمبدعة، أحيانًا العنصر الرديء يشد عينينا زي النقطة البيضاء الكبيرة وفيها نقطة سوداء النقطة السوداء هي اللي تشد العين، نحتاج إلى إظهار النماذج الشبابية الجيدة والمبدعة في كل المجالات العلمية والمهنية والثقافية والفنية ونحتاج إلى أن نظهر هذه النماذج في المجتمع ويمتلئ المجتمع بعشرات ومئات وآلاف من النماذج الحية ونحتاج أن يقدم لنا رعاية حقيقيه وليست شكلية وتكون لها مساندة إعلامية وهذا أيضًا يساعد في زرع روح الرجاء والأمل في المستقبل. +خامسًا نحتاج إلى الأنشطة التنافسية التعاونية يعني أنشطة فيها روح التنافس علشان تبين روح الشباب ولكن تعاونية ليس بها الصورة الذاتية والأنشطة التنافسية التعاونية تستحوذ على الطاقات في كل المجالات ونحن في هذا العام أعلنا عن مسابقة "مصر الجميلة" لترسيخ روح الانتماء للوطن ومعرفة الوطن وهذه المسابقة الجميلة وضعناها في ثلاثة مجالات المجال الأول: مصر البشر، وتعنى الناس المجال الثاني: مصر الحجر، وتعنى الآثار المجال الثالث: مصر القمر، أي الطبيعة وهذه المسابقة مسابقة للتصوير الفوتوغرافي وهى جزء من الجهود التي تفنى من أجل هذا الوطن وسيكون لها أثر كبير على المستقبل وتوجد العديد من الجامعات والمعاهد العليا تعمل لأجل الشباب وعندما نقرأ في الكتاب المقدس في رسالة القديس يوحنا الرسول الأولى "كتبت إليكم أيها الأحباء لأنكم أقوياء و كلمة الله ثابتة فيكم وقد غلبتم الشرير" كل الجهود التي نراها سيكون لها أثر مهم خلال المستقبل وأدعو كل الشباب للمشاركة في الانتخابات الرئاسية باعتبارها واجبًا وطنيًّا عل كل مصري ومصرية شبابنا هم المستقبل والأمل. وأتمنى لكم كل التوفيق ".

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.