سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على ما وصفته بـ"الهوة الواسعة" بين الكيفية التي ينظر بها الإسرائيليون إلى الحرب في غزة وبين نظرة العالم إليها، في ظل لجوء قادة الكيان الصهيوني إلى تبني خطاب مختلف عندما يخاطبون الشعب الإسرائيلي حول الكيفية التي قد تدار بها حملتهم العسكرية ضد حماس على مدى العام المقبل.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها اليوم الأربعاء، بعنوان: "إسرائيل تغير وتيرة الحرب، وتقدم تفسيرات مختلفة في الداخل والخارج"، إلى أنه بعدما بدأ المسئولون الإسرائيليون في إخبار وسائل الإعلام الدولية بأن قواتهم تنتقل إلى مرحلة أقل كثافة من العمليات العسكرية، خاصة في شمال غزة، سعوا سريعًا إلى طمأنة الجمهور الإسرائيلي بأنهم ما زالوا ملتزمين بحرب طويلة الأمد في غزة لتدمير حماس، حتى لو تغيرت التكتيكات العسكرية.
كما أشارت إلى رأى المحللين بأن الخطاب المختلف يعكس جهود الحكومة الإسرائيلية لتهدئة الجمهور الدولي على المدى القصير، من أجل تحقيق أهدافها على المدى الطويل.
وذكرت "نيويورك تايمز" أن الخطاب المزدوج والتفسيرات التي قدمها قادة إسرائيل إلى وسائل الإعلام الدولية بالخصوص هى بمثابة محاولة للاستجابة لدعوات الولايات المتحدة لتخفيف القتال، خاصة أنها جاءت قبل ساعات من وصول وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى تل أبيب، لإجراء مناقشات حول الحرب.
وأكدت، في السياق، أن إدارة بايدن تتعرض لضغوط متزايدة لتقليص دعمها لإسرائيل والعمل على وقف إطلاق النار، وقد دعا بلينكن إسرائيل إلى استخدام المزيد من الدقة في ضرباتها على غزة.
وقالت: إنه "لكي تفي حكومة نتنياهو بوعد إنهاء سيطرة حماس على قطاع غزة، يجب عليها الاحتفاظ بمستوى معين من الشرعية الدولية، خاصة إذا كانت تريد الحفاظ على دعم داعمها الأساسي الولايات المتحدة".
قرار محكمة العدل الدولية المرتقب سيضر سمعة إسرائيل
وتطرق تقرير الصحيفة إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، الخميس، للدفاع عن نفسها في الدعوى التي وجهتها جنوب إفريقيا، وتتهمها بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، مرجحًا أن تؤدي جلسة الاستماع إلى أن تأمر المحكمة إسرائيل بتعليق حملتها.
وقال: إن صدر هذا القرار من محكمة العدل الدولية سيكون بمثابة "لفتة رمزية إلى حد كبير"، حيث ستتجاهلها إسرائيل، ومع ذلك لن يؤدي ذلك إلا إلى "مزيد من الضرر لسمعتها".