نشرت مجلَّة “الكرازة” النَّاطقة باسم الكنيسة القبطيَّة الأرثوذكسيَّة في آخِر أعدادها لهذه السَّنة، مقالًا عن أحد رُوَّاد خدمة مدارس الأحد، المُهندِس “صُبحِي خُزَام”، بالتَّزامُن مع الذِّكرى السَّادسة لوفاته (25 ديسمبر 2027-2023).
عن المُهندِس “صُبحِي خُزَام”
يقول الكاتب والمؤرِّخ الكنسي “شريف رمزي”، عُضو لجنة التَّاريخ القبطي، إن خزام هو أحد الرُّوَّاد الَّذين أسهموا بقوَّةٍ في خدمة مدارس الأحد، وقد برز نجمه بين الرَّعيل الأوَّل لخُدَّام كنيسة السِّيِّدة العذراء بالمعادي أوائل الأربعينات، جنبًا إلى جنب مع الدُّكتور شكري إسكندر (القُمُّص يوحنَّا إسكندر كاهن كنيسة مار جرجس بهليوبوليس فيما بعد)، فضلًا عن خدمته المُتفرِّدة في جزيرة الذَّهب بمُشاركة صديق عمره الدُّكتور يعقوب باخوم وحتى بعد انتقاله للعمل بشركة السُّكر في نجع حمادي عام 1951م، لم تنقطع صلته بمخدوميه القُدامى، فكان يُراسلهم ويُشجِّعهم على الصَّلاة وقراءة الكتاب المُقدَّس بانتظام.
وأضاف: “صحيح أنَّه اضطر بسبب مُقتضيات عمله أن يُفارق خدمته، لكن حُبّ الخدمة لم يُفارقه، وكانت مدارس الأحد حاضرة في ذهنه وفي وجدانه، ويرجع الفَضل لهذا الخادم المُبارك في إحياء خدمة مدارس الأحد بمدينة نجع حمادي والبلاد القريبة منها، مُتَّخِذًا من كنيسة مار مرقس بنجع حمادي مركزًا لخدمته. وبفضل جُهوده تأسَّست رابطة تجمع خُدَّام مدارس الأحد في نجع حمادي بنُظرائهم في الأقصر وإسنا وأسوان، وكانت البداية الفِعليَّة لهذه الرَّابطة من خلال المؤتمر العام الَّذي انعقد على مدى ثلاثة أيام في كنيسة مار يوحنَّا بنجع حمادي، وقد حضره الشَّمَّاس المُكرَّس سُلَيمان رزق (فيما بعد نيافة الأنبا مينا أفا مينا)، والأستاذ لويس زكري المُحامي عضو اللَّجنة العُليا لمدارس الأحد (تلميذ الأرشيدياكون حبيب جرجس)، فضلًا عن التَّنسيق والتَّواصُل الَّذي لم ينقطع مع جناب الأبّ الورع القُمُّص صليب سوريال كاهن كنيسة مار مرقس بالجيزة”.
وتابع: “وكان من أثر ذلك المؤتمر، والنَّجاح الكبير الَّذي حقَّقه في لَمِّ شمل الخُدَّام واتِّحاد كلمتهم على النُّهوض بخدمة مدارس الأحد وتوسيع أنشطتها، أن حسده عدو الخير، فحرَّك بعض أصحاب النُّفوس الضَّعيفة ضِدَّه، لكن ذلك لم يفُتّ في عضده، لاسيِّما وأنَّه كان يحظى بسُمعةٍ طيِّبة وبثقةٍ كبيرة لدى الجميع”.
وأكمل: “وقد أسهَم المُهندِس صُبحي خُزام في تنشِئة جيل من الخُدَّام والمخدومين ولم يبخل بوقته أو جُهده أو ماله في سبيل الخدمة، وكان مِثالًا للخادِم الأمين الَّذي يهتم باحتياجات مخدوميه الرَّوحيَّة والمادِّيَّة. ويُذكَر له اصطحاب المخدومين في رحلةٍ إلى دير الأنبا بلامون الأثريّ بقرية القصر والصَّياد قُرب نجع حمادي، وكانت سابقة في وقتها”.
وأردف: “وحين أتمّ العمل الَّذي اختارته له العناية الإلهيَّة، انتقل المُهندِس صُبحي خُزام من نجع حمادي إلى القاهرة تصحبه شريكة حياته السَّيِّدة الفاضِلة ماري باخوم، الَّتي ارتبط معها بعلاقة فريدة قوامها الحُبّ والبذل والعطاء المُتبادَل، وقد أثمرت هذه الزِّيجة المُباركة ثلاثة أبناء هم اليوم نماذج مُشرِّفة ومثال حيّ للخدمةِ النَّاجحة الَّتي انطبعت آثارها في بيت خُزام بقدر ما أثَّرت في نفوس مخدوميه”.
واختتم: “وبعد حياة حافلة بالعطاء، لبَّى ذلك الخادم الورع دعوة السمَّاء له، وانطلقت روحه مُتهلِّلة صباح يوم الإثنين 25 ديسمبر من عام 2017، وله من العُمر 91 سنة، واستحقّ أن يسمع صوت ربّ المجد: ”نِعِمًّا أَيُّهَا العَبْدُ الصَّالِح والأَمِينُ، كُنْتَ أَمِينًا فِي القَلِيلِ فأُقِيمُكَ عَلَى الكَثِيرِ، اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ“ (مت ٢٥: ٢١)”.
tcmLUAdeDXYnBvTZ
ULIGiOCfAd
OIuzKNalT
igMbZCyGqsdYTu