فى عيد الأنبا أنطونيوس.. المكرسون علمانيو الصحراء ورهبان الدنيا
31.01.2021 09:56
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
فى عيد الأنبا أنطونيوس.. المكرسون علمانيو الصحراء ورهبان الدنيا
Font Size
الدستور

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم السبت، بذكرى عيد القديس أنطونيوس الكبير، مؤسس الحياة الرهبانية، والشهير بلقب "أبوالرهبان".

 

ولعل الكثير من المصريين يحتار بين الرهبان والمكرسين، الأمر الذي دفع البابا تواضروس الثاني، في 2016 لاعتماد لائحة تخص المكسرين، وهم طائفة اجتماعية لا يعرفها عدد كبير من المصريين، عالم لم يخترقه الكثير ولم يسمع به البعض، فالمعروف عن الكنيسة العالمية والمصرية خصيصًا، أنها تنقسم لعالم المتزوجين وهم العامة وينضم إليهم الكهنة، فهم الذين يتزوجون ويحييون في المدن وينجبون الأطفال كسنة الطبيعة، وعالم الرهبان وهم الذين أثروا اعتزال الدنيا وسكن الصحراء في مغائر وقلالي بالأديرة ومعروون بارتداء اللباس الأسود سواء كانوا راجلًا أم نساءً.

 

بينما المتبتلون أو المكرسون هم مجموعة تكونت من بعض الشباب أو الشابات الذين رغبوا فى التفرغ لخدمة الكنيسة والمسيح ولكن في الدنيا دون اعتزالها، أي أنهم لا يتزوجون ولكنهم يتفرغون تمامًا لخدمة الكنيسة.

 

ويبدأ الأمر بتقدم الشاب أو الشابة الراغبون في التكريس لأي أسقف طالبين الخدمة معه، ومساعدته في تدبير شئون المسئولية الواقعة تحت يديه، ليقم الأسقف باختبارهم فترة ثم الموافقة على رغبتهم وإجراء طقوس التكريس عليهم ليصبحوا نذراء بعدها إلى الابد.

 

وتحصل المكرسة على لقب تاسوني وهي كلمة قبطية تعني أختي وترتدي المكرسات الزي الرمادي، ويعتبر أشهر الأساقفة الذين ساهموا في تكريس الفتيات الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة حيث يقيم المكرسات في إيبارشية شبرا الخيمة بكنيسة مار جرجس البلد وهي مقر الأسقف، والأنبا بيسنتي أسقف حلوان والمعصرة ويقيم المكرسات بدير الأنبا برسوم بمنطقة المعصرة، وأيضًا الأنبا موسى أسقف الشباب ويقيم المكرسات بمبنى أسقفية الشباب الملاصق لدير الملاك البحري بالعباسية، وتعمل المكرسات في عدة مجالات مثل التطريز وعمل الملابس الكهنوتية ويحصلن على أجر نظير عملهن ما يساعدهن على العيش من خلال أجورهن.

 

بينما يحصل المكرس على رتبة الشماسية، ولقب باصون وهي كلمة قبطية تعني أخي، ويعتبر أشهر من ساهم في تكريس الفتيان هو الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة، وسكرتير المجمع المقدس حيث يقيم المكرسون في الكنيسة المرقسية الكبرى بمنطقة الأزبكية، ويرتدي أغلب المكرسين الزي الأسود دون عمامة ودون أن يلتحي، ويعمل أغلب المكرسين في الشئون الإدارية للأسقفية وإجراءات الأوراق الحكومية وغيرها من الأمور الإدارية التي يحتاجها الأسقف، ويحصل المكرس على أجر نظير عمله يتعايش منه، ويتصدق على الفقراء.

 

كما توكل الكنيسة للمكرسين مهمة الوعظ والترنيم أي تلقين الشعب تعاليم المسيح والأنجيل وكذلك الألحان الكنسية والتراتيل المسيحية، وعلى الرغم من أن المكرسين يعيشون في الدنيا بين الشعب إلا أنهم يتميزون بالزهد فهم أشبه بالرهبان في مبدأ الفقر الاختياري، بمعنى أنهم تركوا أعمالهم ومنازلهم ومفاتن الدنيا التي لم يفارقوها، وفضلوا الزهد في المأكل والمشرب والملبس والمسكن.

 

المهمة الأساسية للمكرس أو المكرسة هي مساعدة المطران أو الأسقف في تدبير شئون منطقته، وبناء عليه فإن الأسقف هو من يضع شروط قبول الشاب أو الشابة في مجال التكريس، ولكن الشروط الأعم والأغلب والتى يفضلها معظم الأساقفة أولا شهادة الكنيسة التابع لها بحسن الخلق والسير والسلوك وإصدار شهادة من الكاهن المتابع لحالته تفيد بوصوله إلى قدر عال من الروحانيات التي تؤهله للعمل في الكنيسة، بالإضافة إلى التعليم حيث يفضل الأساقفة المكرس المتعلم لا سيما الحاصل على مؤهل عال ويفضل إن كان حاصلًا على درجة البكالوريوس في العلوم الدينية، وكلما كان المركس متفوقًا دراسيًا كلما كانت له الأفضلية، بالإضافة إلى حسن الخلق والطباع.

 

من المقرر أن توحد اللائحة الجديدة شروط اختيار المكرسين في الكنيسة المصرية ككل، ويحيط بالبطريرك مجموعة من المكرسين الذي يعاونوه في الخدمة، وهناك بعض من الشمامسة الذين بدأوا الخدمة معه منذ أن كان أسقفًا مساعدًا للأنبا باخوميوس في منطقة البحيرة ومطروح والخمس مدن الليبية الغربية.

 

يعيش المكرسون في مجموعات ولا يوجد مجال للتوحد كما الحال لدى الرهبان، وعلى الرغم من وجودهم في حزام سكني واحد إلا أن لكل منهم غرفته الخاصة وقانونه الروحي والكنسي الذي يواظب عليه، ويظل المكرس على تلك الحالة إلى أن توافيه المنية حيث يترأس الصلاة على جثمانه الأسقف الذي كان يخدم معه بشكل شخصي. 

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.