متحدث الكنيسة: نطور دون مساس بـ«الثوابت».. وأموالنا تخضع لـ«رقابة صارمة»
13.03.2018 14:24
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
متحدث الكنيسة: نطور دون مساس بـ«الثوابت».. وأموالنا تخضع لـ«رقابة صارمة»
حجم الخط
الدستور

لا نوجه الأقباط لمرشح رئاسى بعينه.. ودورنا ينحصر فى حث المواطنين على المشاركة

 

شخصيات الكتاب المقدس ليست «رمزية» ولدينا كنائس و40 أسقفًا فى أكثر من 65 دولة

 

سلمنا حصرًا بمبانى الخدمات المطلوب تقنينها.. وقانون بناء الكنائس يحل كثيرًا من الأزمات

 

شجرة ممثلة لكل إيبارشية فى الخارج بدير الأنبا بيشوى لربط «أقباط المهجر» بالوطن

 

تواجه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية العديد من التحديات، باعتبارها مؤسسة مجتمعية لها عدة أدوار اجتماعية وروحية وثقافية، وتجد نفسها فى أحيان كثيرة فى مأزق، ما بين دورها الدينى، وتداخل ذلك مع القضايا السياسية، وأقربها انتخابات الرئاسة، المقرر إقامتها الشهر الجارى.

 

«الدستور» التقت القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة، للحديث عن طبيعة ذلك «التداخل»، وموقف الكنيسة من الانتخابات، إلى جانب تطورات القضايا الكنسية المختلفة، ومن بينها الأحوال الشخصية، وأوضاع الكنائس، وأقباط المهجر.

 

■ بداية.. ما طبيعة دور الكنيسة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

- نؤدى دورًا توعويًا فقط من خلال لجان المواطنة فى الكنيسة، التى تشرح للناس أهمية صوتهم الانتخابى كواجب وطنى، وتشجعهم على المشاركة فى الحياة السياسية، لكن ليست لها علاقة بتوجيه أحد لمرشح بعينه.

■ بعد بناء كاتدرائية «ميلاد المسيح» فى العاصمة الإدارية.. هل ستصبح مقرًا جديدًا للبابا تواضروس؟ 

- الصلوات تُقام بالفعل فى كاتدرائية العاصمة الإدارية، وكل يوم جمعة ينظم حى من أحياء القاهرة القداس الإلهى فيها، برئاسة الأسقف الخاص بالإيبارشية. 

ونظرًا لاتساع الكرازة المرقسية، لم يعد هناك مقر واحد للبابا، ففى مصر هناك المقر البابوى فى دير الأنبا بيشوى، وآخر فى الزيتون، بخلاف الكاتدرائية الحالية، وكل هذا سيضاف إليه المقر الجديد فى العاصمة الإدارية.

أما فى الخارج فهناك أكثر من ١٠٠ دولة يعيش فيها مسيحيون، ٦٥ دولة منها بها كنائس، ولدينا أكثر من ٤٠ أسقفًا وبطريركًا فى الخارج، كل هذا بالطبع يسهم فى توسيع مقار البابا.

■ تحيى الكنيسة هذا العام ذكرى ٣ مناسبات مهمة.. ما تفاصيلها وآخر استعداداتكم لها؟

- نحتفل بمناسبة مرور ١٠٠ سنة على تأسيس «مدارس الأحد»، و٥٠ سنة على ظهور العذراء مريم فى كنيسة الزيتون، ونصف قرن أيضًا على إنشاء الكاتدرائية المرقسية، والمناسبات الثلاث متزامنة، بحيث إن جميعها فى مايو تقريبًا.

والاحتفالات ستأخذ طابعًا وطنيًا وكنسيًا، وأنتجنا فى إطارها فيلمًا تسجيليًا عن الحقبة التى ظهرت فيها «مدارس الأحد» وأبرز روادها، بدءًا من حبيب جرجس حتى أبرز الخدام فى عصرنا، ومن المقرر عرضه وقت الاحتفالات، كما سنصدر كتابًا توثيقيًا عن هذه الخدمة المهمة التى غيرت شكل الكنيسة، بخلاف تنظيم مسابقة للتصوير الفوتوغرافى تحت رعاية وإشراف البابا بنفسه. 

■ وماذا عن تطوير مناهج تلك المدارس ومدى ملاءمتها للمستجدات الحياتية المعاصرة؟

-الكنيسة فى حالة تطوير مستمر، ليس فيما يخص «مدارس الأحد» فحسب، ويتم ذلك دون المساس بالثوابت الإيمانية أو المنهج العقدى، ويتضمن التطوير أدوات إيصال المعلومة ومهارات العرض، خاصة أن العصر الحديث يشهد تطورًا غير مسبوق، ويحتاج أساليب جديدة.

■ هل من نتائج ملموسة فى ملف الأحوال الشخصية؟

- جرى تقسيم ملف الأحوال الشخصية على أكثر من إيبارشية، فأصبح هناك ٥ أماكن برئاسة ٥ أساقفة و٦٥ لجنة موزعة على مستوى الإيبارشيات فى المحافظات، كلها مختصة بالنظر فى ملفات مشاكل الأحوال الشخصية. واتضح التأثير الإيجابى لذلك، وأصبحنا ننجز الملفات فى فترة أقصر من ذى قبل، كما أن هذه اللجان تغطى كل حى، ما يسهل على المتضررين تحريك ملفاتهم. 

■ وما الذى رأته الكنيسة لتولى ملف الأحوال الشخصية والعلاقات الأسرية كل هذا الاهتمام؟

- الأسرة المصرية لم تعد كما كانت فى فترة الخمسينيات، وتراجع دورها الرئيسى فى التربية، وبشكل عام، فإن التركيبة السيكولوجية والاجتماعية والثقافية كلها تغيرت، فقديمًا لم نكن نسمع عن المشكلات الزوجية بالصورة الموجودة حاليًا، أما الآن فالوضع اختلف بالنسبة للمجتمع ككل، والأقباط جزء من ذلك.

وهناك مدخلات أخرى طرأت، مثل الإعلام والشارع والثقافات الوافدة من جهات أخرى أيًا كانت، من هنا نشأت فكرة أزمات الأحوال الشخصية، والكنيسة تصدت للمشكلة وبدأت بالتوعية عن طريق: وعظات المنابر، مراكز المشورة، ودروس مدارس الأحد، واجتماعات الشباب، كما أنها بدأت تدخل فكرة التوعية من خلال ٣ محاور: كيفية اختيار شريك الحياة، وأسس العلاقة السليمة بين الزوجين، ثم العلاقة بعد الإنجاب. 

■ ما الذى تغير فى ملف تقنين أوضاع الكنائس بعد قانون البناء والترميم؟

- يجب التفريق بين أمرين، الأول تقنين أوضاع الكنائس المسئول عنه الأنبا ايلاريون ويعاونه القس ميخائيل أنطون، اللذان جمعا وحصرا مبانى الخدمات المطلوب تقنينها، وسلمنا هذا الملف للجهات المعنية فى الدولة، وقطعنا شوطًا كبيرًا فى الأمر.

أما قانون البناء إذا جرى تنفيذه، حسبما هو مرسوم له ودون أى تعطيلات من أحد، فإنه بمثابة خطوة للأمام وسيحل جزءًا كبيرًا من المشكلات.

■ بذكرك أقباط المهجر.. ما التحديات التى تواجه الكنيسة فى هذا الملف؟

- الحرية والانتماء للوطن أبرز التحديات أمام كنيسة المهجر، وبدوره يسعى البابا فى سفرياته الكثيرة لربط الكنائس بوطنها الأم مصر، وفى دير الأنبا بيشوى يزرع البابا شجرة جديدة على مساحة مخصصة لذلك، بحيث تكون كل إيبارشية فى الخارج ممثلة بواحدة، كرمز لربط أبناء الخارج بوطنهم.

■ ما رأيك فى قضية «التفسير الرمزى» للكتاب المقدس التى أثارت جدلًا بين الأقباط الفترة الماضية؟

- الحديث عن أن شخصيات الكتاب المقدس «رمزية» عار عن الصحة، وأتعجب كيف نصدق أن شخصية آدم رمزية أو أسطورية وليست حقيقية، كما يدعى البعض، مع أن الكتاب المقدس يشهد لحقيقة وجود شخص اسمه آدم: «وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض ونفخ فى أنفه نسمة حياة فصار آدم نفسًا حية» (تك٢: ٧)، ويقرر السيد المسيح هذه الحقيقة بقوله: «ولكن من بدء الخليقة ذكر وأنثى خلقهما الله» (مر١٠: ٦).

ويشهد معلمنا بولس الرسول على حقيقة وجود شخص اسمه آدم، وكذلك وجود شخصيات مثل إبراهيم وموسى وداود ويونان، فكلها شخصيات استشهد بها السيد المسيح وأكد وجودها.

أما التفسير الرمزى للكتاب المقدس فهو قراءة نصوص العهد القديم على ضوء إيماننا بالسيد المسيح، الذى نرى ظلًا له فى كل قصة وشخص وحدث، دون إلغاء البعد الحرفى الحقيقى التاريخى، إلا إذا كان النص نفسه يتكلم بطريقة قصصية رمزية مثل «سفر النشيد، وقصة أهولة وأهوليبة فى سِفر حزقيال، وبعض نصوص سفر الرؤيا، وأمثال السيد المسيح كالعذارى الحكيمات والجاهلات ومثَل الغنى ولعازر ومثَل الزارع». ونحن نؤمن بحرفية وتاريخية قصص الكتاب، مثل آدم وحواء وجنة عدن وإبراهيم ونوح والطوفان ويونان والحوت.

■ أخيرًا.. ما آليات مراقبة أموال الكنيسة؟

- التبرعات هى مصدر تمويل الكنيسة، إما عن طريق الصناديق المختصة بها أو بشيكات، وهناك إجراءات مشددة على ذلك، إذ تُفرغ الصناديق أسبوعيًا على أيدى لجنة مكونة من ٣ هم: أمين الصندوق واثنان من أعضاء مجلس الكنيسة كشهود معه، ويكتب محضر جرد نقدية كل مرة بحصر هذه الأموال، وتسلم بإيصال لأمين الصندوق، ويُثبت المحضر فى مجلس الكنيسة. 

أما التبرعات بشيكات فيجرى تحصيلها بإيصال بختم الكنيسة، وتثبت القيمة فى حسابات المجلس، كما أن مجلس الإيبارشية يفتش بشكل دورى على دفاتر الإيصالات.

 

كيف يتلقى البابا تواضروس الانتقادات الموجهة ضده؟ 

البابا يعلم أنه أب، وبروح هذه الأبوة يحتوى الجميع ويحتضنهم، كما أنه يحرص على فتح بابه للتواصل مع أولاده على مختلف المستويات، مع الشعب من خلال برنامجه والأسئلة التى تقدمها القنوات المسيحية، ومع الشباب من خلال الندوات ومجموعات بناء الوعى، وهى ندوات تابعة للمركز الإعلامى للكنيسة تستضيف العديد من الشخصيات فى مجالات مختلفة ويتحدث معهم البابا كل فترة، وأيضًا يتواصل مع النشطاء على «السوشيال ميديا»، وسبق أن نظم ٣ لقاءات معهم، هذا بخلاف لقائه مع المثقفين وأخيرًا الشباب فى المهجر. 

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.