تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بذكرى نياحة البابا إبرام ابن زرعة السرياني رقم "62" في تعداد باباوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وبهذه المناسبة روى السنكسار الكنسي قصة نقل المقطم الشهيرة في المسيحية لكونه أحد أبطالها البارزين:
الرواية المسيحية للأمر
وقال السنكسار إنه في زمان هذا البابا كان هناك وزيرا اسمه يعقوب بن يوسف وكان له صديق يهودي، طلب من المعز لدين الله الفاطمي حضور الاب البطريرك ليجادله ، فكان له ذلك ، وحضر الأب إبرام ومعه الأب الأنبا ساويرس ابن المقفع أسقف الاشمونين ، وأمرهما المعز بالجلوس فجلسا صامتين ، فقال لهما “ لماذا لا تتجادلان ؟فأجابه الأنبا ساويرس “ كيف نجادل في مجلس أمير المؤمنين من كان الثور اعقل منه “ فاستوضحه المعز عن ذلك ، فقال إن الله يقول علي لسان النبي " ان الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف ( اش 1 : 2 ) "
ثم جادلا اليهودي وأخجلاه، وخرجا من عند الوالي مكرمين ، فلم يحتمل اليهودي ولا الوزير ذلك ، وصارا يتحينان الفرص للإيقاع بهما، وبعد ايام دخل الوزير وقال إن الانجيل يقول "لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل "ولا يخفي ما في هذه الأقوال من الادعاء الباطل، وللتحقق من ذلك يستدعي البطريرك لكي يقيم الدليل علي صدق الدعوى، ففكرفي ذاته قائلا "إذا كان قول المسيح هذا صحيحا، فلنا فيه فائدة عظمي ، فان جبل المقطم المكتنف القاهرة ، إذا ابتعد عنها يصير مركز المدينة اعظم مما هو عليه الآن ، ثم دعا المعز الاب البطريرك وعرض عليه هذا القول ، فطلب منه مهلة ثلاثة ايام فأمهله ، ولما خرج من لدنه جمع الرهبان والأساقفة القريبين ، ومكثوا بكنيسة المعلقة بمصر القديمة ثلاثة ايام صائمين مصلين إلى الله
وفي سحر الليلة الثالثة ظهرت له السيدة والدة الإله ، وأخبرته عن إنسان دباغ قديس ، سيجري الله علي يديه هذه الآية ، فاستحضره الاب البطريرك وأخذه معه وجماعة من الكهنة والرهبان والشعب، ومثلوا بين يدي المعز الذي خرج ورجال الدولة ووجوه المدينة إلى قرب جبل المقطم ، فوقف الاب البطريرك ومن معه في جانب ، والمعز ومن معه في جانب أخر ، ثم صلي الاب البطريرك والمؤمنون وسجدوا ثلاث سجدات ، وفي كل سجدة كانوا يقولون كيرياليسون يارب ارحم
وكان عندما يرفع الاب البطريرك والشعب رؤوسهم في كل سجدة يرتفع الجبل ، وكلما سجدوا ينزل إلى الأرض ، وإذا ما ساروا سار أمامهم ، فقال المعز للبابا اطلب ما تشاء وأنا أعطى ، فلم يرض إن يطلب منه شيئا ، ولما ألح عليه قال له "أريد عمارة الكنائس وخاصة كنيسة القديس مرقوريوس ( أبو سيفين ) التي بمصر القديمة ، فكتب له منشورا بعمارة الكنائس وقدم له من بيت المال مبلغا كبيرا ، فشكره ودعا له وامتنع عن قبول المال فازداد عند المعز محبة نظرا لورعه وتقواه
ولما شرعوا في بناء كنيسة القديس مرقوريوس ، تعرض لهم بعض الأشخاص ، فذهب المعز إلى هناك ومنع المعارضين، أستمر واقفا حتى وضعوا الأساس. كما جدد هذا الاب كنائس كثيرة في أنحاء الكرسي المرقسي ، ولما اكمل سعيه تنيح بسلام بعد إن جلس علي الكرسي ثلاث سنين وستة ايام.