ذهب زعماء الاتحاد الأوروبي إلى قمتهم الثانية في غضون أسبوعين يوم الخميس لإيجاد حلول لأزمة الطاقة التي يواجهونها جميعًا ، لكن الخلاف حول وضع سقف لأسعار الغاز مهد الطريق لليلة طويلة من المحادثات المتوترة.

وقال رئيس برلمان الاتحاد الأوروبي مع بدء الاجتماع في بروكسل إن مواطني أوروبا يبحثون عن الاتجاه بينما يتصارعون مع 'الآثار غير المباشرة للهجوم الروسي على أسلوب الحياة الذي طالما اعتبرناه أمرًا مفروغًا منه'.

وقالت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا في تصريحات معدة للإلقاء في مؤتمر صحفي: 'يجب أن تكون وحدتنا حقيقية ... نحن بحاجة إلى التحرك بشكل أسرع وأعمق'.

خفضت روسيا تدفقات الغاز إلى أوروبا بعد غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير ، الأمر الذي دفع أسعار الطاقة للارتفاع ، وأدى إلى زيادة التضخم ورفع احتمالات الركود في جميع أنحاء القارة.

من المتوقع أن توافق دول الاتحاد الأوروبي الـ 27 على معيار سعر بديل للغاز الطبيعي المسال والشراء المشترك للغاز ، بعد أن وافقت في وقت سابق على ملء تخزين الغاز واسترداد الإيرادات من شركات الطاقة لإنفاقها على مساعدة المستهلكين في فواتير معوقة.

لكن هناك توترات بشأن خطط الإنفاق من قبل البلدان التي لديها أعمق جيوب لحماية شركاتها وأسرها من ارتفاع أسعار الطاقة ، والتي يشكو البعض من أنها غير عادلة وتقوض التضامن.

وقال مركز أبحاث تغير المناخ E3G: 'الوحدة بين الدول الأعضاء تتعرض لضغوط خطيرة ، حيث يتم الإعلان عن قرارات وطنية أحادية الجانب بدون إطار الاتحاد الأوروبي للحفاظ على تماسكها'.

قال المستشار الألماني أولاف شولتز ، في معرض دفاعه عن حزمة دعم بلاده البالغة 200 مليار يورو ، إن ألمانيا تصرفت تضامنًا مع أعضاء الاتحاد الأوروبي الآخرين خلال جائحة COVID-19 وأشار إلى الدول الأخرى التي تدعم مستهلكي الطاقة.

وأضاف لدى وصوله لحضور القمة 'لكن بالطبع علينا أن ننظر عن كثب فيما قررناه لضمان نجاحه'. 'نحن بحاجة إلى القيام بذلك معا'.

القضية الأكثر إثارة للجدل التي تواجه القادة هي تحديد سقف أسعار الغاز وكيفية القيام بذلك.

وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي لدى وصوله لحضور اجتماع ما قبل القمة 'أعتقد أننا يمكن أن نكون في ليلة طويلة'.

بينما تضغط 15 دولة ، بما في ذلك فرنسا وبولندا ، من أجل شكل من أشكال الحد الأقصى ، فإنها تواجه معارضة قوية من ألمانيا وهولندا - أكبر اقتصاد في أوروبا ومشتري الغاز على التوالي ، ومركز تجارة الغاز الأوروبي الرئيسي ، الذي يحذر من أن وضع حد أقصى لسعر الغاز قد يؤدي إلى المساومة. استقرار الإمدادات.

وقال دبلوماسي كبير بالاتحاد الأوروبي 'من المستبعد للغاية التوصل لاتفاق ... تبدو الآراء متباينة حقا.'

وستطلب مسودة لنتائج القمة ، اطلعت عليها رويترز ، من المسؤول التنفيذي بالاتحاد الأوروبي 'المضي قدما' بشأن 'ممر أسعار ديناميكي مؤقت بشأن معاملات الغاز الطبيعي' وسقف لسعر الغاز المستخدم لتوليد الكهرباء.

أدى ذلك إلى إضعاف الصياغة من المسودة السابقة ، التي كلفت صراحة المفوضية الأوروبية بـ 'اقتراح' سقف لسعر الغاز في قطاع الطاقة - وهو مخطط تفضله فرنسا ويستخدم بالفعل في إسبانيا والبرتغال.

وقال دبلوماسيون إنه لم يتضح ما إذا كان الزعماء سيوافقون على أحدث مسودة. وقبيل الاجتماع ، طلبت ألمانيا إزالة جميع الإشارات إلى الحدود القصوى للأسعار من النص ، وفقًا لوثيقة اطلعت عليها رويترز.

كما سيناقش القادة الإنفاق الطارئ لحماية اقتصاداتهم و 450 مليون مواطن من أزمة الطاقة.

في حين دعا البعض إلى ديون مشتركة جديدة لتمويل ذلك ، فإن الدول الأكثر تحفظًا مالياً تقول إن مئات المليارات من اليورو غير المستخدمة من البرامج السابقة يجب إنفاقها أولاً.

بالنظر إلى مزيج الطاقة والمصالح المتنوعة لدول الاتحاد الأوروبي ، يخاطر الاجتماع بالتقصير في الإجراءات قصيرة الأجل لمعالجة ارتفاع أسعار الطاقة قبل الشتاء.

ويجتمع وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي مرة أخرى الأسبوع المقبل ويهدفون إلى الاتفاق على إجراءات مشتركة لمواجهة الأزمات في نوفمبر