كتب الكاتب أحمد علام تحت عنوان "هذا الرئيس وذلك البابا"، مقالاً يتحدث فيه عن عدة قضايا مصرية في عهد الرئيس السيسي ورئاسة البابا تواضروس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، قائلاً: فى 6 يناير 2015 كان الرئيس فى زيارة سياسية للكويت ومقررًا عودته يوم 7 يناير صباحًا ولكنه عاد مغرب يوم 6 يناير وذهب مباشرة إلى الكاتدرائية وفوجئ البابا تواضروس والمصلين بالسيسي مما اضطر البابا لقطع الصلاة ونزل باتجاه السيسى الذى أسرع إليه بدوره فقال له البابا حمد الله على السلامة حضرتك جاى حالا من الكويت، فقاطعه السيسى مقدرش ماجيلكش، وأمسك الميكروفون وقال: لن أنسى أبدًا ما قلته لى ياقداسة البابا بعد حرق الكنائس واعتداء الإرهابيين على الاشقاء لما قلتلى إحنا كجزء من هذا الوطن ندفع ما علينا من ثمن كالشرطة والجيش وباقى المؤسسات.
وعلق علام قائلاً، يومها أدركت أن هناك علاقة إحترام ومودة على المستوى الشخصى جمعت الرئيس والبابا، ربما لم تكن تلك العلاقة على المستوى الانسانى بين الرئيس وبطريرك الأرثوذكس بهذا الدفء والتفاهم فيمن سبق من الرؤساء أو الباباوات.. وقد أستطيع فهم ذلك الاحترام المتبادل بينهما فهذا البابا قد جاء فى وقت عصيب جدًا كان الارهاب فيه يضرب كل مؤسسات الدولة الحساسة من أكمنة جيش وشرطة ومسجد الروضة، ولكن كان هذا الإرهاب الأسود يكثف هجماته على الكنائس لسببين أولهما عقابًا على المشاركة الكثيفة للمسيحيين فى ثورة 30 يونيو وثانيهما لأنهم يعلمون حساسية وضع المسيحيين نتيجة تعامل الأنظمة السابقة وتعدد الحوادث الطائفية، فضغط بكل قوته لإحداث خللا يؤثر بشدة فى الدولة.
ولكن هذا البابا تحمّل الأصوات الداخلية قبل الخارجية وتعامل بحكمة وعالج بهدوء لأنه أدرك طبيعة ما يحدث وأنه إرهابًا يختلف عن الحوادث الطائفية، وقد قابل السيسى ذلك بتقدير كامل فرمم وأعاد بناء 100 كنيسة فى عام واحد، ثم تعامل بشكل مختلف تمامًا مع بناء الكنائس بلا حساسية سابقة رغم أن ذلك قوبل بجمود وصلف المؤسسة السلفية وأصواتًا أزهرية كثيرة. وشدد علام، بأن الرئيس السيسي هو الوحيد فى رؤساء مصر الذى تحدث مباشرة فى لقاءاته عن تلك المشكلة وخاطب شيخ الأزهر مباشرة فى احتفالية المولد النبوى قبل الماضى وعلى الهواء قائلا لو واحد مرّ أمام كنيسة وشعر جواه بمشكلة يبقى يراجع نفسه ويراجع ايمانه لان عنده مشكلة ..فى اشارة واضحة لاعادة الازهر مراجعة ما يقدمه ومواجهة التيارات السلفية، كما أنه عند افتتاح أى مدينة جديدة يسأل على الكنيسة وكأنه يحاول إيصال رسالة للجميع.
وتابع، أن الرئيس السيسي هو أول رئيس يذهب للكاتدرائية كل عام فى عيد الميلاد وأول رئيس يرسل مجلسه العسكرى كاملا لتهنئة البابا فى مقره البابوى وهذا كان قبل ذلك لا يحدث فكسر موروثات جامدة. وأختتم علام بقوله، أتفهم أننا كعلمانيين ومثقفين دائمًا نطمح للأفضل ونطالب وأنا كشخص بالأفضل والقوانين الأكثر عدالة وعلمانية، ولكن ذلك لاينبغى أن يجعلنا نغيب الواقع عن مخيلتنا فالواقع صعب وعلى المستوى المحلى والاقليمى تسيطر قوى الاسلام السياسي على المنطقة كلها تمامًا ومطلوب أن تعود مصر لحضن الإسلام السياسي فتبذل اموال ومسلحين وقنوات وكتاب لتحقيق ذلك وأخرها محاولات خلق كيان داعشى فى ليبيا لاستهلاك النظام ودخوله فى حرب استنزاف اقتصادية عسكرية تزيد الوضع الداخلى سوءًا فيسهل على الاخوان اقتناص مصر ...هكذا يتوهمون !!
كل عام وانتم ومصر بخير وسعادة وأمن.