المسيحية انتشرت بسرعة شديدة في القرن الأول بين المصريين الذين اعتادوا التسبيح بنغمات معينة . واحترمت الكنيسة هذه المشاعر الدينية ووضعت نصوصاً على هذه الألحان تتناسب مع تلك الحالة .
ويؤكد هذا الفيلسوف السكندري اليهودي " فيلون " الذي عاش في القرن الأول :
" أن جماعة المسيحيين الأولين قد أخذوا ألحاناً مصرية قديمةً ووضعوا لها نصوصاً مسيحية " . ومن ضمن هذه الألحان لحن يسمى " غولغوثا " أي " جلجثة " وهو مكان الصليب ويقال يوم الجمعة العظيمة,مأخوذ من لحن كان يرتله المصريون القدماء أثناء عملية التحنيط وفي مناسبة الجنازات .
ولحن أخر وهو " بيك إثرونوس " أي " عرشك يا الله "
وهو لحن نصفه الأول مأخوذ من لحن كان يقال عند وفاة الفرعون والنصف الأخر نغمات مفرحة مأخوذة من لحن كان يقال عند تنصيب الفرعون وجلوسه على العرش .
هذا على سبيل المثال وليس الحصر يؤكد أن الموسيقى القبطية الكنسية هي الوريث الشرعي للموسيقى الفرعونية . فالفن القبطي من موسيقى وأيقونات هو انعكاس للبيئة المصرية التي نشأت فيها الكنيسة القبطية القديمة .
وقد اهتمت مدرسة الأسكندرية التي أسسها القديس مرقس بالموسيقى ونتج عنها ألحاناً صارت من نسيج الطقس الكنسي , منهم القديس إكليمندس السكندري عام 150م .
والبابا أنبا أثناسيوس الذي كتب وألف ألحاناً رائعة .
ويقول الفيلسوف " فيلون ": " أن المسيحيون في مصر لا يقضون وقتهم في تأملات فحسب بل أيضاً يألفون الأغاني والترانيم الروحية ويعلمونها للشعب ليصلوا بها " .
ومن الجدير بالذكر أن الذي بشر بالمسيحية في " إيرلندا " سبعة رهبان أقباط
وكانوا حريصين أن يحملوا معهم القيثارة المصرية ليعلموهم التسبيح و الموسيقى ,
وإلى الأن تشتهر " إيرلندا " بهذه القيثارة المصرية .