خلال كلمته الافتتاحية لاجتماع القمة العربية في الظهران، استعرض العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أهم قضايا العالم العربي، دون أن يعرّج بالمطلق على الأزمة السورية. وشدد الملك سلمان على أن "القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى"، وأشار إلى ضرورة حصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه، مؤكدا أن القدس الشرقية هي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية.
وفي الشق اليمني، دعا الملك سلمان إلى ضرورة حل الأزمة اليمنية ووصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها، مؤكدا "التزامنا بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله".
وأعرب عن ترحيبه بالبيان الصادر عن مجلس الأمن الذي أدان بشدة إطلاق الحوثيين "الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع على المدن السعودية".
وفي الشأن الليبي، قال العاهل السعودي إن دعم مؤسسات الدولة الشرعية والتمسك باتفاق الصخيرات هما الأساس لحل الأزمة الليبية.
ولم يهمل الملك سلمان جاره الفارسي، وجدد الإدانة الشديدة لـ"الأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في المنطقة"، وأعرب عن رفضه "تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية".
ومما استوقف المراقبين، غياب الملف السوري عن خطاب الملك، خاصة وأنه جاء غاداة العدوان الثلاثي الأمريكي الفرنسي البريطاني على سوريا.
وتساءل المراقبون عن دلالات هذا الموقف المفاجئ، وعمّا إذا كان يؤشر إلى توجه السعودية نحو النأي بالنفس عن أزمة سوريا، بعد فشلها المتكرر في فرض أجندتها وشروطها، وخسارة معظم أوراقها وأدواتها على الساحة السورية.
ويرى بعضهم أن النتائج العسكرية والسياسية المتواضعة التي حققتها الضربة الثلاثية على سوريا، ربما أفقدت الرياض الأمل في آخر رهان لها على تغيير المعادلة السورية عبر التدخل العسكري الغربي.
ومما عزز الانطباع بوجود عقدة ما في الموقف السعودي تجاه سوريا، هو أن بقية الزعماء العرب والمشاركين في اجتماع الظهران لم يهملوا سوريا، وأكدوا على ضرورة تفعيل جهود التسوية السياسية هناك، إضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب السوري في محنته.