"أبو لحية": زيارة "ويتكوف" لغزة محاولة للتدخل في قضيتنا تحت غطاء إنساني (خاص)
01.08.2025 12:41
اهم اخبار العالم World News
الدستور
Font Size
الدستور

قال الدكتور جهاد أبو لحية أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، إن زيارة ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص للرئيس دونالد ترامب، إلى قطاع غزة، لحظة مفصلية تعبر عن محاولات أمريكية للتدخل في القضية الفلسطينية، ولكن تحت غطاء إنساني يُخفي خلفه حسابات سياسية معقّدة ومحاولات للتنصّل من مسؤولية مباشرة عن واحدة من أفظع الجرائم الجماعية المعاصرة جريمة التجويع المتعمّد لشعب بأكمله.

وأضاف "أبو لحية" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن العالم اليوم يقف شاهدًا على حجم الكارثة في غزة، بعد شهور من الحصار الخانق والانهيار الكامل للمنظومة الصحية والمعيشية لكن ما لا يمكن تجاهله هو أن هذه المأساة لم تحدث في فراغ، بل جاءت بتواطؤ سياسي مباشر قادته واشنطن نفسها، وتحديدًا إدارة ترامب، التي منحت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لتجويع غزة عمدًا، ترامب، في تصريحاته الأولى بعد عودته إلى السلطة، قال بوضوح إنه "لن يضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات"، وهو ما فُسِّر من قبل القيادة الإسرائيلية على أنه إذن صريح لإحكام الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء.

وأوضح السياسي الفلسطيني، أن زيارة "ويتكوف" رغم ادّعائها الطابع الإنساني ليست سوى محاولة متأخرة لتلميع صورة إدارة تلطّخت بعار الجريمة ذاتها، فحين يتحوّل الدعم السياسي إلى أداة لتبرير التجويع الجماعي، ثم يُعاد تقديم ذات الفاعلين على أنهم رعاة للرحمة والإغاثة، فإننا أمام حالة صارخة من التلاعب السياسي والأخلاقي.

وتابع أبو لحية: "ويتكوف، رجل الأعمال الذي دخل إلى عالم السياسة من بوابة العلاقات الشخصية وليس عبر بوابة الخبرة، يسعى إلى تقديم نفسه كمهندس لحلّ "عملي" للأزمة عبر مؤسسة "غزة الإنسانية" التي تتولى توزيع المساعدات، وهي نفسها المتهمة من منظمات حقوقية ودولية بالمسؤولية عن فوضى توزيع الغذاء التي أدت إلى مقتل الالاف من  المدنيين المجوعين أثناء انتظارهم شاحنات الإغاثة أي أن الجهة ذاتها التي تسببت بالأزمة، تُكلَّف اليوم بحلّها".

إدارة ترامب تسعى لإعادة التموضع في الملف الفلسطيني لكسب ورقة في الانتخابات

وعلى المستوى السياسي، قال "أبو لحية": يبدو أن إدارة ترامب تسعى إلى إعادة التموضع في الملف الفلسطيني ليس بدافع إنساني خالص، بل بهدف كسب ورقة في الساحة الانتخابية الأمريكية، وامتصاص الغضب العالمي المتزايد من الفظائع التي حدثت في غزة، والتي أصبحت مرئية ووثّقها الإعلام العالمي بلا هوادة.

وأكد "أبو لحية" أن الزيارة ليست أكثر من محاولة متأخرة لـ"ترميم الضرر" دون الاعتراف بالذنب السياسي فمن أشعل الحريق لا يُمكن أن يكون هو من يُطفئه، وما لم تتحول هذه الزيارة إلى موقف واضح يعترف بالجريمة، ويعمل على إنهاء الحصار ورفع اليد السياسية الأميركية عن إسرائيل، فإن كل ما سيُقدَّم سيبقى في إطار التجميل المؤقت لمشهد كارثي تشارك في صناعته قوى كبرى، على رأسها الإدارة الأميركية ذاتها.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.