روى الدكتور محمود الحفناوي، أستاذ المعلوماتية الحيوية بالمركز القومي للبحوث، رحلة نجاحه في المجال العلمي والبحثي بعدما فقد بصره ونشر 70 بحثا علميا عن «توقع المرض»، قائلا إنَّ من أهم أركان الإيمان أن تؤمن بالقدر خيره وشره، «لما فقدت بصري قولت يا رب إنت أكيد أدرى مني بيها، وتكون حاجة خير ليا، وسلمت أمري لله وصبرت ورضيت بالحالة اللي أنا فيها واستخدمت التكنولوجيا الحديثة رغم بدايتها».
حول كل المناهج الدراسية لمادة صوتية
وأضاف «الحفناوي»، خلال لقاء عبر «سكايب»، ببرنامج «مصر تستطيع»، المذاع على شاشة قناة «dmc»، ويقدمه الإعلامي أحمد فايق، اليوم الجمعة، أنَّه حول كل المناهج الدراسية لمادة صوتية لسماعها، كما أن أغلب المعادلات في الفيزياء الحيوية تعتمد على الفهم أكثر، ومع التقدم التكنولوجي ساعده بشكل كبير، حيث ساعده سهولة تحميل الأبحاث، ويوجد برنامج إلكتروني يستخدمه المكفوفون حول أنحاء العالم، والذي يقرأ كل ما يظهر على الشاشة.
ولفت إلى أن أول بحث دولي له كان في عام 2009 بعنوان «الهندسة الوراثية الطبيعية لالتهاب الكبد الفيروسي سي في مضادات الجهاز المناعي»، وكان يحاول معرفة كيف يتغلب فيروس سي على الجهاز المناعي الخاص بجسم الإنسان ومحاربته.
علاقة الهندسة بالطب
وعن علاقة الهندسة بالطب، قال إنَّ العلم أصبح يدمج بين التخصصات، وكل شيء أصبح مرتبطا ببضعه، فالمعلوماتية الحيوية تربط بين هندسة الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات وعلوم الطب والأحياء والصيدلة، لتمكن العالم من استخدام تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي في دراسة البيانات الخاصة بالمرضى والجينات والبروتينات والعقاقير وتأثيراتها، لافتا إلى أن كل الأمراض الحالية تحتاج لتخصص المعلوماتية الحيوية الطبيعية والكيميائية.
وأشار إلى أن الأمراض الوراثية في مصر نسبتها منخفضة، كما أن نسبة الأمراض الوراثية في العالم أيضًا منخفضة، فنسبتها 1% فيما أقل، ولكن مصر كانت تعاني من مشكلة فيروس سي، وحاول تصميم عقاقير له، والعمل على التنبؤ باستجابة العلاج، والتنبؤ بنسبة تليف الكبد، والتنبؤ بدوالي المريء.
سر نجاحه
وأشار إلى أنَّ عائلته ساعدته على التفوق العلمي الذي وصل إليه، فوالده كان أستاذا في الكلية الفنية العسكرية، ثم تركها وشغل الأعمال الحرة في الخليج، ثم عاد وعمل أستاذا في إحدى الجامعات، وتوفي مؤخرا جراء إصابته بفيروس كورونا، كما أن والدته أستاذة في الميكروبيولوجي بقصر العيني، وكانت تدعمه وتسانده.