يشعر كثيرون في الجيش الإسرائيلي، من كبار القادة إلى الجنود العاديين، بالقلق والخوف من أن تراكم انتصاراتهم التكتيكية في ساحة المعركة قد لا يؤدي إلى نصر استراتيجي دائم قبل اقتحام رفح، خصوصًا أنه بعد ما يقرب من خمسة أشهر من القتال العنيف، لا تزال إسرائيل بعيدة عن هدف حربها المعلن المتمثل في القضاء على حماس ككيان عسكري وسياسي مهم، وفقًا لما كشفته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
مخاوف كبرى داخل إسرائيل.. هزيمة حماس مستحيلة
وقال جندي احتياطي إسرائيلي في خان يونس من الفرقة 98: "إن قتال العدو يشبه لعبة الضرب بالخلد، فالعديد من الجنود يشعرون بعدم وجود خطة ويتساءلون عن الهدف من جهودهم، سيكون من الصعب للغاية تدمير أشباح حماس".
وأفادت الصحيفة بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يعد بتحقيق "نصر كامل" يقضي بالقضاء على حماس، وحدد الجيش الإسرائيلي مهمته بشكل أكثر حذرًا وهي الحد من قدرات حماس إلى مستوى لا تستطيع فيه الجماعة إطلاق عملية جديدة مثل طوفان الأقصى.
وأضافت أن الكثيرين في الجيش الإسرائيلي يعتقدون أن إحجام الحكومة عن بلورة خطة لمن يجب أن يحكم غزة بعد حماس يترك فراغًا سياسيًا يمكن أن يساعد حماس على النمو مرة أخرى، فضلًا عن أن مواجهة مقاتلي حركة حماس في خان يونس ورفح أمر شبه مستحيل.
وأشارت إلى أن المدنيين في غزة هم فقط من يتحملون وطأة الحرب، حيث استشهد الآلاف بسبب الغارات الجوية والنيران الأرضية، والعديد منهم في أمس الحاجة إلى الغذاء والدواء والسلامة، وتجاوز عدد الشهداء أكثر من 30 ألف شهيد حتى الآن، معظمهم من النساء والأطفال.
ويقول مسئولون إسرائيليون سرًا إن إجمالي عدد الضحايا الفلسطينيين الذي تعلن عنه وزارة الصحة في غزة دقيق تقريبًا، كما أخبر قادة حماس في غزة المسئولين المصريين والجناح السياسي للجماعة في قطر أن كتائب القسام فقدت ما لا يقل عن 6 آلاف رجل استشهدوا، من إجمالي 30 ألف مقاتل، بينما تدّعي إسرائيل أنها استهدفت أكثر من 10 آلاف مقاتل.
ويعتقد مسئولو المخابرات الأمريكية والمسئولون المصريون أن الخسائر الحقيقية تقع تقريبًا في المنتصف بين ادعاءات إسرائيل وحماس، ويقول محللون عسكريون إن حماس تستطيع تجنيد مقاتلين جدد بسهولة ليحلوا محل جنودها العاديين، لكن استبدال القادة ذوي الخبرة أكثر صعوبة.