أكدت حركة المقاومة الفلسطينية حماس أن بيان المدّعي العام لمحكمة الجنايات الدولية - والذي طلب فيه من الغرفة التمهيدية للمحكمة إصدار مذكرات اعتقال بحق مجرمَي الحرب بنيامين نتنياهو ويوآف جالانت، بالإضافة إلى ثلاثة من كبار قيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وهم إسماعيل هنية رئيس الحركة، ويحيى السنوار رئيس الحركة في قطاع غزة، و محمَّد الضيف قائد أركان المقاومة - مليئاً بالمغالطات والأخطاء، والانحياز لصالح دولة الاحتلال، التي تمارس الإبادة الجماعية ضدَّ شعبنا في قطاع غزة، بالإضافة إلى جرائم جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة.
وقال البيان الحمساوي "بدأ المدّعي العام خطواته بالتعاطف مع الضحايا الإسرائيليين وعائلاتهم، وقام بزيارتهم والاستماع إليهم في مستوطناتهم، في حين لم يبدِ أيَّ تعاطف مع شعبنا؛ الذي ما زال يعاني الإبادة الجماعية والحصار والتجويع، حيث بلغ عدد الشهداء والجرحى حتّى الآن أكثر من 120 ألفاً من المدنيين إضافة الى تدمير أكثر من 70 بالمائة من مباني قطاع غزَّة ومؤسساته واستهداف القطاع الصحي والتعليمي بشكل خاص.
وأضاف البيان " وقع المدّعي العام في الخطأ حين اعتبر أنَّ للكيان الصهيوني الحقَّ في الدفاع عن نفسه مثل باقي الدول، متناسياً أنَّ الجريمة الكبرى التي تنبع منها كلّ المآسي هي الاحتلال الذي يُعدُّ جريمة في الأعراف والقوانين الدولية.
وهنا، نجدّد التذكير أنَّ من حقّ شعبنا، بل من واجبه أن يقاوم الاحتلال بكل الوسائل الممكنة، بما فيها المقاومة المسلحة، وهو أمرٌ أقرَّته القوانين الدولية، وأغفله المدّعي العام لمحكمة الجنايات الدولية.
وتابع : أخطأ المدّعي العام أيضاً حين اعتبر أنَّ تاريخ الصراع بدأ يوم 7 أكتوبر، متناسياً أكثر من 76 عاماً من الاحتلال والمجازر التي تعرَّض لها شعبنا، ونود أن نذكّر السيّد المدّعي العام أنَّ الاحتلال يفرض على قطاع غزَّة حصاراً قاتلاً منذ عام 2006. كما شنَّ الاحتلال أربعة حروب مدمّرة، خلال السنوات الماضية ضدَّ شعبنا في قطاع غزَّة؛ لذلك قال الأمين العام للأمم المتحدة: "إنَّ أحداث السَّابع من أكتوبر لم تأتِ من فراغ".
وأردف : وفي هذا السياق، نؤكّد أنَّ المدّعي العام قد استقى معلوماته عن أحداث 7 أكتوبر من مصادر الاحتلال الإعلامية المضلّلة، والتي تفتقر إلى أدنى درجات المهنية والمصداقية.
واستطرد: لقد صدَّق المدّعي العام ادّعاءات الاحتلال بوجود خطة لاعتداءات جنسية ممنهجة، لكنَّ الاحتلال لم يتمكّن من تقديم دليلِ واحد عليها، ومن المروّع أنَّ المدّعي العام قد أعاد هذه الاتهامات ونسبها إلى قيادة الحركة، كما كرَّر ادّعاءات الاحتلال بتهم التعذيب والإبادة وغيرها من الأكاذيب!
وواصل : لقد ظهر انحياز المدّعي العام بشكل فاضح، حين وجَّه الاتهامات وطلب إصدار مذكرة اعتقال بحقّ رئيس الحركة، وهو شخصية سياسية يقيم خارج غزَّة، ودفع ثمناً فادحاً مثل كلّ أبناء شعبنا، حين استهدف الاحتلال المجرم أبناءه وأحفاده وقتلهم، في حين أغفل المدّعي العام توجيه أيَّة اتهامات لرئيس الأركان الإسرائيلي، الذي يصدر الأوامر بكلّ عمليات القتل والتّدمير والإبادة الجماعية، ويظهر بشكل متكرّر في الميدان!
وختمت الحركة البيان قائلة " فإنَّ حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإذ تؤكّد احترامها للقانون الدّولي، في حين تتمرَّد دولة الاحتلال الإسرائيلي عليه وعلى قرارات الشرعية الدولية، وتزدري القضاء الدولي وقراراته، وتتهمه بالانحياز واللاسامية، فإن الحركة تشدّد على أنَّها ستكافح من أجل تحقيق العدالة والنَّصر لشعبنا، كما تؤكّد أنَّ المدعي العام ومحكمة الجنايات الدولية أمام امتحان تاريخي لمصداقيتهما، وأنَّ العالم بحاجة إلى المساواة الحقيقية والعدالة النَّاجزة بعيداً عن هيمنة القوى الكبرى ونفوذها وغطرسة القوَّة وسيطرتها