
في الطابق الأخير من منزله، اختار محمود، البالغ من العمر 14 عاما، أحد العروق الخشبية المرصوصة في سقف المنزل، ليصنع "مرجيحة"، يلهوا بها بعيدا عن أطفال الشارع، فهو لا ينسجم مع غالبيتهم، ولم يدر أنه يجهز أداة موته.
اشترى محمود، الحبال التي ربطها في قطعة خشبية، وربط الحبل في السقف، ولم يمكث طويلا في صناعة الأرجوحة، وبدأ في اللعب بها.
يصعد محمود، إلى الطابق الأخير من منزله مساء كل يوم ليطلق لجسده العنان في الهواء مع "المرجيحة"، لكن يوم أمس الخميس، كتبت نهاية القصة وحياة الطفل؛ إذ التف حبلها حول رقبته، ولفظ أنفاسه الأخيرة، دون أن يشاهده أحد من أسرته.
وعندما طالت غيبته أعلي المنزل، صعدت إليه والدته لتجده جثة هامدة، فصرخت وشقت سكون القرية؛ ليسرع الأهالي إلى المنزل، واستدعت سيارة الإسعاف، ونقلت الجثة إلى مشرحة مستشفى العسيرات المركزي بسوهاج.
وأكدت تحريات المباحث، أنه لا توجد شبهة جنائية في الواقعة، وبالعرض عي النيابة العامة صرحت بدفن الجثة.
وتلقي اللواء حسن محمود، مدير أمن سوهاج، إخطارا من مأمور مركز شرطة العسيرات، يفيد بورود إشارة من مستشفي العسيرات المركزي، بوصول الطفل "محمود.ع"، 14 عاما، "جثة هامدة".
وانتقل ضباط مباحث المركز، إلى مكان الواقعة، وتبين من سؤال أسرته أن المجني عليه كان يلهو بأرجوحة أعلي المنزل، والتف الحبل حول رقبته، ما نتج عنه وفاته، ونفوا الشبهة الجنائية.
وحرر محضرا بالواقعة، وبالعرض علي النيابة العامة كلفت المباحث بالتحري في الواقعة، والتصريح بالدفن ما لم يكن هناك شبهة جنائية، وأشارت الأخيرة إلى عدم وجود شبهة جنائية في الوفاة.