في مشهد مأساوي يعيد إلى الأذهان سنوات العنف والإرهاب التي حاول السوريون طي صفحتها، شهدت العاصمة السورية دمشق، ظهر اليوم، حادثًا داميًا استهدف أحد أبرز رموز الطائفة المسيحية في المدينة.
فقد أعلنت وزارة الداخلية السورية، في بيان رسمي، أن انتحاريًا تابعًا لتنظيم “داعش” الإرهابي نفذ هجومًا مروّعًا داخل كنيسة القديس مار إلياس الواقعة في حي الدويلعة، أحد الأحياء السكنية المكتظة في شرق العاصمة.
وبحسب ما جاء في البيان، فإن المهاجم تسلل إلى داخل الكنيسة خلال إحدى الفعاليات الدينية، حيث أطلق النار عشوائيًا على المتواجدين في المكان، ما أدى إلى حالة من الذعر بين المصلين، قبل أن يُقدم على تفجير نفسه باستخدام حزام ناسف كان يرتديه، موقعًا عددًا من القتلى والجرحى.
ووفقًا للمعلومات الأولية التي أوردتها وزارة الداخلية، فإن الهجوم أسفر عن سقوط عدد من المدنيين بين قتيل وجريح، دون أن توضح الجهات الرسمية حتى الآن الحصيلة النهائية أو عدد الضحايا، في حين تشير بعض المصادر إلى أن من بين الضحايا نساء وأطفال.
في أعقاب الحادث، هرعت وحدات من الأجهزة الأمنية السورية إلى موقع التفجير، حيث فرضت طوقًا أمنيًا محكمًا حول الكنيسة والطرق المؤدية إليها، وشرعت الفرق المختصة بتمشيط المنطقة وجمع الأدلة الجنائية، في إطار تحقيق موسع لمعرفة تفاصيل العملية الإرهابية، والكشف عن كيفية وصول المنفذ إلى المكان، وما إذا كان قد تلقى دعماً لوجستيًا من خلايا أخرى تنشط في المنطقة.
وتأتي هذه العملية في توقيت بالغ الحساسية، لا سيما مع تزايد الحديث عن عودة خلايا التنظيم الإرهابي إلى تنفيذ هجمات نوعية في الداخل السوري، رغم ما شهده التنظيم من هزائم ميدانية واسعة في السنوات الأخيرة على يد القوات السورية وحلفائها.
يُشار إلى أن كنيسة مار إلياس تُعد من أقدم الكنائس في دمشق، وهي رمز ديني وثقافي مهم، وتخدم شريحة واسعة من الطائفة المسيحية في المنطقة. وقد أثار هذا الهجوم موجة من الغضب والصدمة في صفوف المواطنين، الذين طالبوا بتشديد الإجراءات الأمنية، وملاحقة الخلايا النائمة التي لا تزال تهدد استقرار البلاد.
ومن المنتظر أن تصدر السلطات خلال الساعات القادمة بيانًا تفصيليًا بالحيثيات الكاملة للهجوم، في وقت يتابع فيه السوريون، بقلق شديد، تطورات هذا الحدث الدموي الذي أعاد إلى الواجهة مشاهد العنف التي حاولت البلاد تجاوزها خلال السنوات الماضية.
