
يظن البعض ممن أصابه بفيروس كورونا المستجد وتعافى أنه أصبح يتمتع بأجسام مضادة تحول دون إصابته بالفيروس مرة أخرى، ولكن كانت المفاجأة أن طبيب أصيب بكورونا للمرة الثالثة بعد التعافي من الأولى والثانية، فهل تتكرر الإصابة أكثر من مرة؟.
لايزال العالم إلى الآن لم يتوصل إلى معلومات دقيقة ونهائية حول فيروس كورونا، فكل توصلت الأبحاث إلى نتائج معينة، سرعان ما تجد الواقع يفاجأها بنتائج أخرى، فالبرغم من توصل إحدى الدراسات إلى أنه لا يمكن الإصابة بكورونا بعد التعافي، إلا أن هناك دراسات أخرى توصلت إلى نتائج عكسية، وهي احتمالية تكرار الإصابة.الدكتور محمود عبد الكريم، طبيب رعاية مركزة بمستشفي الوراق المركزي، يقول إنه أصيب بفيروس كورونا للمرة الثالثة، قبل 4 أيام، ولكن بأعراض أقوى من المرتين الأولى والثانية.
وأضاف عبد الكريم، في منشور له على صفحته على موقع فيس بوك :"للمرة الثالثه أتصاب بالفيروس اللعين وانا الحمد لله كويس دلوقتي والحمد لله انا عديت اليومين اللي فاتو دول، وإن كان بفضل الله أولا وبفضل الناس اللي وقفت جنبي وعرفتنا قيمتهم بجد وبفضل دعوة ليا صادقة."
وأوضح أن المرة الأولى لإصابته بفيروس كورونا كانت منذ 3 أشهر، وعزل نفسه مدة 18 يوما وأجرى تحليل وجاءت نتيجتها سلبية، ثم عاود الفيروس مرة أخرى بعد نحو 3 أسابيع من التعافي من الإصابة الأولى بأعراض أقل، ثم عاودته للمرة الثالثة بأعراض أقوى، ولكنه في تحسن.
حقيقة الأجسام المضادة
كانت بعض الدراسات قد توصلت إلى أن الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم لمقاومة فيروس كورونا تبقى طويلة الأمد، ما يصعب معه تكرار الإصابة بالفيروس، إلا أن دراسات حديثة نفت ذلك، وأكدت احتمالية عودة الفيروس مجددا لاختراق مناعة الشخص.
فقد خلص علماء، إلى أنه من غير المرجح أن ينتج الناس أجساما مضادة واقية من الفيروس لفترة طويلة الأمد، وفقا لبحث منشور على موقع medRxiv.org .وسبق أن حذرت منظمة الصحة العالمية، في بيان صادر بتاريخ 25 إبريل 2020، من عدم وجود دلائل تشير إلى أن الأشخاص الذين تعافوا من فيروس كورونا، تنتج أجسادهم أجساما مضادة للفيروس تحميهم من نكرار الإصابة مرة أخرى.
وأظهرت نتائج أجراها علماء في جامعة أمستردام الهولندية، أنه يمكن أن يصاب شخصا بالفيروس مجددا خلال 6 أشهر، إذ تبين من خلال دراسة أجريت سابقا على 10 أشخاص تعرضوا لأربع أنواع من فيروسات كورونا، أنه بعد مرور 6 أشهر حدث انخفاض كبير في مستويات الأجسام المضادة بعد الإصابة الأولى بالفيروسات، وفقا لما نشره موقع "سكاي نيوز".
فيما ذهب باحثون صينيون إلى المقارنة بين مجموعتين من المصابين بفيروس كورونا المستجد، وهما الذين ظهرت عليهم الأعراض بقوة، مقابل الذين لم تظهر عليهم أعراض، وذلك بعد أسابيع قليلة من التعافي.ووجد الباحثون أن 62.2% فقط من المجموعة التي لم تظهر لديها أعراض لديهم أجسام مضادة للفيروس قصيرة المدى، مقارنة مع 78.4% من المجموعة الثانية.
وبعد 8 أسابيع من النقاهة، انخفضت الأجسام المضادة لدى 81.1% من المرضى الذين لم يعانوا من أعراض أثناء الإصابة بفيروس كورونا المستجد، مقارنة مع 62.2% لدى من ظهرت عليهم أعراض كوفيد 19، بحسب الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر مديسين".
وقال الباحثون، إنه هذه النتائج التي توصلوا إليها، تشكك في الأبحاث التي تشير إلى أن صعوبة تكرار الإصابة للشخص المتعافي، أو أن كل شخص أصيب بالفيروس أصبح محصنا ضد العدوى في المستقبل.
دراسات: المتعافي لا يُصاب
وفي المقابل، قالت رئيسة معهد ليرنر للأبحاث بمستشفى كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة الدكتورة سربل أرزروم، إن هذا يشبه فيروس «سارس»، من ناحية أن المناعة تلعب دورا فعالا في منع تكرار الإصابة.وأوضحت أن البيانات الحالية تشير إلى أن المناعة تُكتسب في الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس، ما يمنعهم من الإصابة مرة أخرى، مستدلة على ذلك باستخدام البلازما من المتعافين لنقل المناعة إلى شخص مصاب من أجل مساعدته على التعافي، ما فرضية القدرة على تطوير المناعة لتحييد الفيروس.
في السياق نفسه نشر موقع "أنباء الشرق الأوسط، نتائج دراستان حديثتان، تشيران إلى أن الأجسام المضادة التي يخلقها جسم الإنسان المصاب بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) لمقاومته ومكافحته تمنح الجسم بعد التعافي مناعة ضد هذا المرض.ووفقا لنتائج الدراستين التي أجراها باحثون في مركز "بيث إسرائيل ديكونيس" الطبي في مدينة بوسطن الأمريكية، وتم نشر كلا الدراستين في مجلة العلم الدورية، فإنه لا يمكن للمصاب أن يُصاب بالعدوى مرة أخرى بعد شفائه منها.