مركزية "الإخوان" تنهار في مصر بعد القبض على محمود عزت
30.08.2020 11:33
اهم اخبار مصر Egypt News
الوطن
مركزية
حجم الخط
الوطن

مع نجاح السلطات المصرية في القبض على الإرهابي محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية، دار حديث قوي في مسارين مرتبطين بالمستقبل التنظيمي للجماعة، أحدهما يتعلق بمن يخلف "عزت"، والثاني يتعلق بسقوط "القاهرة" كمركز للتنظيم حيث نشأ.

وكانت تقارير عدة تحدثت على وجه التحديد عن أن راشد الغنوشي رئيس حركة "النهضة" الإخوانية في تونس أحد الشخصيات التي تتطلع لأن يكون المرشد للجماعة، في ظل قناعة بفشل الحركة الأم في مصر وسقوطها المدوي.

وشكل القبض على محمود عزت ضربة موجعة لجماعة الإخوان، وهو المدان في قضايا عدة خصوصا إشرافه على الجناح المسلح للإخوان ومهمة توفير الدعم المالي، بحسب بيان وزارة الداخلية مؤخرا.

باحث في شئون الجماعات الإرهابية: مجلس شورى الإخوان العالمي في "إسطنبول" يدير مهام "الإرشاد"

"التركيبة التنظيمية داخل الإخوان تؤكد ضرورة أن يكون القائم بأعمال المرشد مصريا".. هكذا علق أحمد عطا الباحث في شئون الجماعات الإرهابية بمنتدى الشرق الأوسط بلندن على الأطروحات السابقة.

وأوضح، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، أن مناخ بعد 30 يونيو يفرض نوع الاختبار وليس التنافس بين القيادات، فمع انتقال مركزية التنظيم من "القاهرة" إلى "إسطنبول"، تم تأسيس مجلس شورى الإخوان العالمي برئاسة همام علي يوسف وهو حجرة عمليات التنظيم على مستوى الشرق الأوسط.

وأضاف: "راشد الغنوشي لا يمكن أن يتم تعيينه بديلا لمحمود عزت، لأنه مسئول الجناح السياسي لتنظيم الإخوان الدولي عن شمال أفريقيا، وهو المعلم الأول لرجب طيب أردوغان الرئيس التركي، ويلعب دورا قياديا في تونس لرئاسته مجلس نواب الشعب التونسي، وبالتالي لا يمكن أن يفضح نفسه ويتولى منصب القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان".

وقال "عطا" إن مجلس شورى الإخوان العالمي في "إسطنبول" يدير مهام مكتب الإرشاد، مضيفا: "إذا نظرنا إلى دور محمود عزت قبل القبض عليه، فإنه كان موكل إليه أبرز المهام في التنظيم وهي إدارة المحفظة المالية للتنظيم من خلال حسابات في بنوك إسبانية لم يكن يعرف عنها التفاصيل إلا المرشد وخيرت الشاطر ومحمود عزت".

 

أحمد عطا: تنظيم الإخوان سيختار مصريا لخلافة "عزت" للحفاظ على رمزية "القاهرة" في هيكل الجماعة

وتابع الخبير في شؤون الحركات المتطرفة: "لم يكن محمود عزت يدير مكتب الإرشاد بمعنى الهيكل التنظيمي، ولكن كان يدير المهام الخاصة مثل إدارة المحفظة المالية".

ويؤكد "عطا" أن التنظيم الدولي للإخوان الذي يدار من خلال إبراهيم منير في "لندن"، وهمام علي يوسف الذي يتولى مجلس الشورى العالمي للتنظيم في "إسطنبول" سيرشحون في الوقت الحالي مصريا للقيام بأعمال المرشد العام للجماعة، لأنه يريدون الحفاظ على رمزية ومكانة مصر في التنظيم، إذ أنه نشأ في مصر، وبالتالي هم بحاجة للحفاظ على مكانة  "القاهرة" المركزية في التنظيم الدولي.ويرى "عطا" أن المرشح الأبرز لخلافة محود عزت هو محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان، وليس شخصا غير مصري مثل "الغنوشي"، مع التأكيد على أن التنظيم يدار من "إسطنبول" و"لندن".

"جيروزاليم بوست": القبض على محمود عزت يدفع الإخوان إلى توطيد علاقتهم بتركيا

بدورها، قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إن القبض على القيادي الإخواني محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام للإخوان قد يدفع الجماعة إلى توطيد صلاتها أكثر مع تركيا، وتابعت الصحيفة في تقرير لها أن الحزب الحاكم في تركيا له صلات وثيقة مع الجماعة، وكذلك حركة حماس في غزة والنظام الحاكم في قطر، مما يعني أن المعركة مع جماعة الإخوان هي جزء من صراع إقليمي.

وتابع التقرير أن مصر قد شهدت إلى حد كبير اختفاء الإخوان من المجتمع المدني في البلاد منذ الإطاحة بالجماعة، وفي عام 2015، قال محمود غزلان، المتحدث باسم الجماعة، إن الجماعة سترد بشكل غير عنيف على حملات القمع، لكن الملاحظ هو أن نشاط الجماعة في العنف قد تراجع، وقد اعتُبر ذلك مفاجئاً في ذلك الوقت، لأن الحقبة الماضية من التاريخ أظهرت أن هذه الأنواع من الجماعات تنتهج نهجا يؤدي إلى تبني هجمات إرهابية.

وأشار التقرير إلى أن القبض على عزت يعتبر ضربة للجماعة، على الرغم من أنه ليس من الواضح كيفية قيادة عزت للجماعة على مدى السنوات السبع الماضية أو كيف سيطر على الجماعة، نظراً للسيطرة الكاملة لقوات الأمن المصرية، وأضاف التقرير أنه في الماضي، أدت هذه الأنواع من الاعتقالات لكبار الشخصيات في الجماعة إلى توتر التوترات مع تركيا، ومن الواضح أن مصر وأنقرة أصبحا في مسار تصادمي.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.