"محطات طريق التقديس بمصر" بندوة في إطار زيارة بابا الفاتيكان
25.04.2017 14:23
تقاريركم الصحفيه Your Reports
Font Size

يعرض خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري المعالم الأثرية بمحطات طريق التقديس المسيحي منذ القرن الرابع الميلادي من أوروبا عبر الإسكندرية، ومنها لنهر النيل لتعبر بعدها بريًا إلى سيناء، ومنها إلى القدس وذلك في احتفالية علمية بكنيسة السيدة العذراء الأثرية بباب الشعرية يوم 29 مايو، والتي تنظمها جمعية محبي التراث القبطي برئاسة سامي متري، بالتعاون مع نيافة الأنبا روفائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة بالتعاون مع وزارة الآثار ووزارة السياحة والمقرر العام للاحتفالية الدكتورة شروق عاشور، وذلك في ضوء زيارة بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس إلى مصر. 

وأكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية، كشفت منذ استرداد سيناء عن معالم أقدم رحلة مقدسة للمسيحيين من أوروبا إلى القدس عبر سيناء، وحددت محطات هذه الرحلة المقدسة بطول 575كم عبر شرق وغرب سيناء، وهي أقدم رحلة مقدسة للمسيحيين منذ القرن الرابع الميلادي، مع اعتبار أن رحلة العائلة المقدسة، هي رحلة خاصة بالعائلة المقدسة نفسها أما رحلة المسيحيين للقدس فهي لزيارة مهد السيد المسيح بالقدس والتبرك بالمواقع، التي عبرتها العائلة المقدسة والمواقع الخاصة برحلة نبي الله موسى بسيناء والجبل المقدس وشجرة العليقة المقدسة بسيناء. 

ويضيف “ريحان”، أن أول رحلة بطريق الرحلة المقدسة بسيناء عبرتها الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين عام 336م وزارت منطقة جبل موسى. 

وشاهدت هناك مجتمعات رهبانية، فأسست لهم كنيسة بجوار شجرة العليقة الملتهبة تسمى كنيسة العذراء، وكذلك برجين محصنين، وبين أعوام 381 – 384م زارت الراهبة إجيريا أو اثيرى القدس وجبل سيناء، وهي راهبة جاءت من أوروبا ووصفت الحياة الرهبانية حول الجبل المقدس.

ووصفت عدة قلايا وكنائس هناك ووصفت الأنشطة الزراعية للرهبان، وبين أعوام 385 – 388م، قامت القديسة سلفيا (وهي من بلد أوروبى ربما تكون أسبانيا) برحلتها لجبل سيناء والقدس ووصفت المنظر حول الجبل المقدس قبل بناء الدير وقد تجمع الرهبان حول بئر موسى. 

ويتابع “ريحان”، أن المقدّسين المسيحيين تدفقوا على سيناء آمنين مطمئنين عبر كل العصور التي مرت عليها منذ القرن الرابع الميلادي، وحتى نهاية أسرة محمد على. 

و جاء المقدس بوستوميان، وهو من أهالي ناريون بجنوب فرنسا إلى مصر عام 400م، بعد أن عبر البحر المتوسط في أربعين يومًا إلى الإسكندرية، ثم توجه للقدس عن طريق سيناء وكان معه عدة مرافقين. ووصف لنا رحلته عبر سيناء. 

كما زار الراهب نيلوس سيناء عام 395م، وكان محافظاً للقسطنطينية وترك عائلته وبلاده ليحيا حياة الرهبنة بجبل سيناء، وأقام هناك قرب مغارة إيليا النبى إلى أن مات عام 411م. 

ويؤكد “ريحان”، أن المقدسين المسيحيين توافدوا على سيناء بعد الفتح الإسلامي لمصر من كل بقاع العالم لزيارة الأماكن المقدسة بسيناء، وهم آمنين مطمئنين في ظل التسامح الإسلامي التي سارت عليه الحكومات الإسلامية. 

وزار سيناء عددًا من المسيحيين لا يمكن حصرهم وكثير منهم كانوا من شخصيات ورتب عالية، ومن بين هذه الرحلات رحلة أنطونيوس، الذي جاء من القاهرة لسيناء ومعه سبعة أوربيون عام 1331م. 

وتوجه للقدس عن طريق غزة. كما زار دير سانت كاترين عددًا من الرّحالة الأوربيون أمثال بورخارت، الذي جاء من سويسرا مرتين عام 1816 وعام 1822.

وشاهد ثمانمائة من المقدسين الأرمن، جاءوا من القدس ومقدسين روس وخمسمائة من أقباط مصر. 

وعن معالم الطريق، يوضح الدكتور ريحان أن هناك طريقان مشهوران للرحلة المقدسة إلى القدس طريق شرقي وطريق غربي الطريق الشرقي هو للقادمين من القدس إلى جبل سيناء. ويبدأ من القدس إلى أيلة (العقبة حاليًا) إلى النقب ثم وادي الحسى إلى وادي وتير، ثم يسير الطريق في وادي غزالة إلى عين حضرة، ثم وادي حجاج وبه تلال من حجر رملي بها كتابات للمقدسين المسيحيين حتى يدخل سفح جبل سيناء، وطول هذا الطريق 200كم من أيلة إلى الجبل المقدس (منطقة سانت كاترين حاليًا).

أما الطريق الغربى فيبدأ من القدس عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس إلى جبل سيناء وطوله من القدس إلى القلزم (السويس) 245كم ومن القلزم حتى جبل سيناء 130كم فيكون الطريق من القدس إلى جبل سيناء 375كم ويكون إجمالي الطريقين الشرقي والغربي 575كم. 

ويطالب “ريحان” بإحياء هذا الطريق، الذي سيكون له مردود سريع في كل أوروبا يساهم في تنشيط السياحة بسيناء بعمل إنشاءات سياحية جديدة بمحطات هذا الطريق مستوحاة من العمارة البيزنطية، خصوصًا وأن خامات البناء متوفرة بسيناء من أحجار جرانيتية ورملية وجيرية والرخام متوفر في مصر وعمل منتجات خاصة مرتبطة بهذا الطريق ولها أصول تاريخية وتمثل قيمة دينية لرواد هذا الطريق مثل قناني الحجاج أو قناني القديس مينا، الذي كان يملؤها المقدسين المسيحيين من عين ماء قرب دير أبو مينا بالإسكندرية للتبرك بها والاعتقاد بأنها تشفي من أمراض العيون. 

وقد كشف عن نماذج منها بسيناء، وكذلك عمل مشروع للصوت والضوء بالوادي المقدس يحكي قصة التسامح على أرض الفيروز ومشروع شبكة تيليفريك تربط جبال الوادي المقدس بعضها البعض وتيسر على كل الرواد مشقة الصعود لجبل موسى 2242م فوق مستوى سطح البحر وجبل سانت كاترين 2246م.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.