كان محبوبا عند الله والناس، مبارك الذكر، فاتاه مجد كمجد القديسين” الآن في مشهد مهيب تودع كنيسة مارمرقس بشبرا تحت رعاية نيافة الحبر الجليل الأنبا انجيلوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية والآباء الكهنة وشعب الكنيسة، أبيها وراعيها المحبوب القس يوحنا محفوظ شحاته الذي رقد في الرب اليوم في عشية عيد الختان لينضم ل 24 قسيسا أمام عرش النعمة ليتمتع بالنعيم الدائم والراحة الأبدية عوضا عن متاعب الجسد التي تحملها لسنوات بشكر.
في وداع مهيب وسط الألحان والتسابيح وصل منذ قليل جثمان أبينا الطاهر إلى كنيسته مارمرقس بشبرا لحضور صلاة العشية، ثم تسبحة نصف الليل لتوديع شعبه، وإلقاء نظرة الوداع على جثمانه الطاهر.
يعيش شعب الكنيسة الآن أصعب اللحظات في وداع أبيهم وراعيهم، وتتوافد الأعداد للمشاركة في صلاة العشية في حضور جثمان أبيهم المحبوب، مودعينه بالصلوات مع الدموع، الكل يرفع قلبه لله أن يقبل نفسه وليعطيه النياحة والراحة في أحضان القديسين وأن يعوض تعب محبته وخدمته لأبنائه بأكاليل سمائية وأن يمنح أسرته وأحبائه وشعبه التعزية والسندة والسلام لفراقه الأرضي، فكان بحق من يعرف أبينا الراحل يعرف كم كان ملاكا يحيا بيننا على الأرض، قلب محب، يذكر الكل ويصلى من أجل الكل، والمذبح شاهد أمين على محبته وخدمته.
كان خير السند لكل متألم وفقد الأمل، كان مشجعا للجميع للكبير وللصغير، كل لا يفرق في محبته بين أحد والآخر، الكل عنده واحد وكانت خدمته فردية متأنية وحانية.. قلبه نقي لا يعرف التحزب ولا التفرقة، الجميع أبنائه وأحبائه، كان يسأل ويهتم ويفتقد رغم آلامه الجسدية.. غيابه الجسدي اليوم لم يكن بالأمر الهين على شعب كنيسته لكن بالإيمان نحيا أنه انطلق بالروح وتخلص من متاعب الجسد لينعم النعيم الدائم ويتمتع بالأفراح المعده له وأنه سيكون حاضرا بالروح معنا في كل أيام حياتنا .يشفع فينا و لنا كمان كان يفعل على الأرض
يشهد رغم آلام الجسد لأبينا المحبوب أنه كان شاكرا ووجهه بشوش، ولم نجده لحظة متضايق أو متذمر لكونه كان يحيا حياة الفرح الدائم عاملا بما قيل في الكتاب “افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضا افرحوا” و”احسبوه فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة”.
بحق كان أبينا الغالي المحبوب القس يوحنا محفوظ مثال حي للعشرة مع الله وقبول التجربة بفرح دليل الإيمان القوى والمعدن الأصيل لقبول التجربة بشكر.
ظل أبينا المحبوب يضع الله وكنيسته وأبنائه في قلبه طوال فترة خدمته التي أحبها من كل القلب وبذل ذاته من أجل الله ورعيته بكل أمانة، واليوم ثمرة جهاده وعوض تعب محبته وخدمته تتضح في توافد أبنائه للمشاركة في توديعه بالدموع، فلم يتماسك شعبه في توديعه رغم إيمانه بأنه يتمتع الآن مع أبيه السماوي الذي عاش حياته مكرسا له من كل القلب لخدمته ولخدمة أبنائه لكنه الضعف البشري الذي يتألم كثيرا من أجل الفراق.
اليوم، الأرض تودع أبينا المحبوب بالدموع والعويل والسماء تستقبله بالأفراح والتسابيح، ورغم القلب المتألم لا نملك سوى أن نقول ” نودع يا مذبح الله الذي خدمته بكل حب وأمانة.. طوباك بالأكاليل يا أبانا القديس يا من عشت حي النقاوة والامانة وجاهدت الجهاد الحسن وأكملت السعي.. مستحقا أن تسمع الصوت الفرح نعما أيها العبد الصالح والأمين كنت أميناً في القليل أقيمك على الكثير ادخل إلى فرح سيدك ”
الآن كنيسة مارمرقس بشبرا تصلي العشية في وجود جثمان القس يوحنا محفوظ لتوديعه، وغدا إقامة صلاة الجناز عقب القداس الإلهي في تمام الساعة 11 صباحا بحضور صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا انجيلوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية.
يذكر أن ضالقس يوحنا محفوظ تتلمذ على يد أبينا المحبوب لوقا قسطنطين تلميذ قديسي العصر القمص ميخائيل إبراهيم الذي رحل عن عالمنا الأرضي عام 2022.