تراجعت الأسهم الأوروبية عن مستوياتها المرتفعة القياسية، في حين تراجعت عائدات السندات الحكومية وأسعار النفط واليورو، بعد ظهور بوادر إغلاق جديد مرتبط بجائحة فيروس كورونا «كوفيد19» في ألمانيا وأجزاء أخرى من أوروبا، ألقى بظلاله على الاقتصاد العالمي.
ومع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا مرة أخرى في جميع أنحاء أوروبا، بدأت عدة حكومات إعادة فرض قيود على النشاط، بدءًا من الإغلاق الكامل في النمسا، إلى الإغلاق الجزئي في هولندا، مرورا بالقيود المفروضة على غير الملقحين في أجزاء من ألمانيا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا، بحسب «رويترز».
النمسا تبدأ إغلاقا يشمل جميع السكان الإثنين المقبل
وتبدأ النمسا، الإثنين المقبل، فرض إغلاقا يشمل جميع السكان، بعد أيام من قرار حجر استهدف غير الملقحين، لتصبح أول دولة في أوروبا الغربية تعيد فرض الإغلاق الكامل في ظل ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، فيما حذرت ألمانيا المجاورة، من أنها قد تحذو حذوها، ما أدى إلى ارتعاش الأسواق المالية الأوروبية، نتيجة القلق من التداعيات الاقتصادية مع فرض الإغلاق مرة أخرى.
وقال المستشار النمساوي ألكسندر شالنبرج، اليوم، إن الإغلاق سيبدأ اعتبارا من الإثنين المقبل وسيجري تقييمه بعد عشرة أيام، وأضاف: «من المؤلم أن مثل هذه الإجراءات لا يزال يتعين اتخاذها»، مشيرا إلى أن النمسا ستلزم سكانها بتلقي اللقاحات المضادة لكوفيد اعتبارا من الأول من فبراير المقبل.
وتابع: «رغم العمل على مدار أشهر، لم ننجح في إقناع ما يكفي من الناس بتلقي اللقاحات»، متهما الأشخاص الذين يرفضون التطعيم بأنهم يشنون «هجوما على النظام الصحي».
ويشكك الكثير من المواطنين بالنمسا في اللقاحات، وهي وجهة نظر شجعها حزب «الحرية»، اليميني المتطرف، وهو ثالث أكبر حزب في البرلمان، الذي يخطط للاحتجاج على قيود فيروس كورونا غدا.
الصحة الألمانية تحث المواطنين على تقليل اتصالاتهم الاجتماعية
وفي ألمانيا، قال وزير الصحة «ينس سبان»، إن موجة رابعة من الإصابات دفعت ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، إلى حالة طوارئ وطنية، وحث الناس على تقليل اتصالاتهم الاجتماعية، محذرًا من أن «التطعيمات وحدها لن تقلل من عدد الإصابات».
وردا على سؤال، في مؤتمر صحفي، عما إذا كان بإمكان ألمانيا استبعاد الإغلاق الكامل مثل النمسا، قال وزير الصحة الألماني: «نحن الآن في موقف صعب حيث لا يمكننا استبعاد أي شيء» وأوضح: «نحن في حالة طوارئ وطنية».
وأكد «سبان»، أن الضغط على وحدات العناية المركزة في ألمانيا لم يصل بعد إلى ذروته، وحث الناس على تقليل الاتصالات للمساعدة في كسر الموجة.
محللون اقتصاديون: الإغلاق قد يؤثر على الانتعاش في الربع الأخير من العام
الإجراءات الجديدة التي شملت جميع أنحاء أوروبا لا تُلحق الضرر بالاقتصاد بالقدر نفسه الذي ألحقه الإغلاق الشامل في العام الماضي، إلا أن محللين يقولون لـ«رويترز»، إن الإغلاق قد يؤثر على الانتعاش في الربع الأخير من العام، خاصة إذا ضرب قطاعي التجزئة والضيافة، مؤكدين أن الإغلاق الكامل في ألمانيا سيكون أكثر خطورة.
وأوضح «لودوفيك كولين»، مدير محفظة أول في شركة «فونتوبيل» السويسرية للأصول: «سيكون الإغلاق التام لألمانيا بمثابة أنباء سيئة للغاية بالنسبة للتعافي الاقتصادي»، وأضاف: «إنه بالضبط ما رأيناه في يوليو وأغسطس، اد كوفيد 19 والتعافي منه أصبح بطيئًا مرة أخرى»