تُحيي الكنيسة الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، ذكرى استشهاد القديسة انستاسيا الكبيرة.
وقال كتاب التاريخ الكنسي «السنكسار» الذي تُتلى فصوله على مسامع الأقباط يوميًا، والذي يحتوي على الوقائع والأحداث والتذكارات المهمة في التاريخ الكنسي، إنه في هذا اليوم من سنة 252 م أيام الإمبراطور فالريان ورئيس ديوانه بروبس إستشهدت القديسة أنستاسيا الكبيرة والقديس كيرلس.
كانت أنستاسيا رومانية من أصل شريف. عاشت في بيت للعذارى تحت قيادة الأخت صوفيا. قبض الملك على أنستاسيا وهي في سن العشرين. وحأول أن يردها عن الإيمان بالسيد المسيح فلم يستطع، فسلمها إلى رئيس ديوانه بروبس ليعذبها. فكبلها بالحديد وحكم عليها بالجلد ولما أراد نزع ثيابها لجلدها عارية انتهرت بروبس بعنف بسبب حشمتها وعفتها. اغتاظ بروبس من كلامها وعذبها بوحشية غير آدمية فاحتملت بصبر مظهرة شجاعة فائقة في احتمال الآلام.
وفي أثناء تعذيبها طلبت قليلا من الماء لتشرب، وكان يقف رجل اسمه كيرلس أحضر لها كأس ماء فشربت فأمسكه الجند وضربوا عنقه، فنال إكليل الشهادة بسبب تنفيذه لوصية السيد المسيح "من سقي أحد هؤلاء الصغار كأس ماء بارد فقط باسمي. الحق أقول لكم أنه لا يضيع أجره". ولما رأى بروبس عجزه أمام إيمانها وثباتها أمر بقطع رأسها فنالت إكليل الشهادة، وقامت الأخت صوفيا بحمل جسدها وتكفينه ودفنه وقد نقل بعد ذلك إلى مدينة القسطنطينية.