في خطوة جديدة ضمن الجهود الدولية الرامية لإعادة صياغة المشهد في قطاع غزة، أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر أن بلادها قدّمت خطة لتفكيك أسلحة حركة حماس، في إطار مبادرة تسعى إلى تحقيق سلام دائم في القطاع بعد أشهر من الحرب المدمرة.
وقالت كوبر، في مقابلة مع القناة الرابعة البريطانية، إن لندن لا تريد أي ضربات إسرائيلية جديدة على غزة، مشددة على أن الطريق الوحيد نحو سلام عادل ومستدام هو حل الدولتين.
وأضافت أن وقف المساعدات الإنسانية عن غزة أمر غير مبرر وغير مقبول، مؤكدة أن بريطانيا تضغط لتسريع وصول المساعدات، إذ لا يمكن أن يبقى أي طفل جائعًا في غزة، على حد تعبيرها.
وفي تصريحات لصحيفة "ذا ميرور"، كشفت كوبر أن جزءًا من المساعدات البريطانية ما زال عالقًا في الأردن، وأن حكومتها تعمل على ضمان دخوله إلى القطاع في أسرع وقت.
في المقابل، أكدت منظمة الصحة العالمية أن الوضع الإنساني في غزة ما زال "كارثيًا"، إذ لم يُسجّل أي تحسن ملحوظ في كمية المواد الغذائية والطبية المسموح بإدخالها منذ بدء وقف إطلاق النار.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن المجاعة تضرب مناطق واسعة من القطاع، الذي يقطنه أكثر من مليوني فلسطيني، في ظل استمرار القيود الإسرائيلية على المعابر.
ساعر: تفكيك حركة حماس يشكّل جوهر خطة ترامب لما بعد الحرب
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن تفكيك حركة حماس يشكّل جوهر خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لما بعد الحرب، مؤكدًا أن إسرائيل لن تساوم على هذا البند.
وأوضح أن الخطة الأمريكية تستند إلى نزع سلاح حماس بالكامل كشرط لإعادة إعمار القطاع وضمان استقراره، مضيفًا أن تل أبيب تنسّق مع واشنطن ودول إقليمية لتطبيقها.
وتعدّ خطة لندن جزءًا من توجه غربي أوسع لبحث "اليوم التالي للحرب" في غزة، يشمل إنشاء قوة دولية بإشراف الأمم المتحدة ومنع عودة الفصائل إلى التسلح.
غير أن الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، ترفض هذه المقترحات، معتبرة أن السلاح حق مشروع للدفاع عن الشعب الفلسطيني، فيما ترى أطراف عربية ودولية، بينها مصر وقطر وتركيا، أن أي حديث عن نزع سلاح المقاومة يجب أن يسبقه إنهاء الاحتلال وتحقيق تسوية سياسية عادلة تضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة