قام نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف العمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، يشاركه أخيه في الخدمة الرسولية نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، الذي يزور الإيبارشية حاليًا لإلقاء عدة عظات روحية في عدد من كنائس الإيبارشية بدعوة من أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس، بتطيب رفات جسد القديس العظيم مار مرقس الرسول الإنجيلي كاروز الديار المصرية، عشية عيد استشهاده، في كنيسته بمدينة مونتريال، وهي الكنيسة الأم العظيمة ذات المكانة المتميزة في الكيبيك ومونتريال وكندا، وتم التطيب خلال صلاة عشية التي شارك في خدمتها كل من أبونا الحبيب والغالي “الراهب المنير” القمص موسيي البراموسي، المشرف المسؤول عن ترينتي سنتر في فال دي بوا وكاهن كنيسة الملاك ميخائيل والقديس أبي سيفين في لافال، وأبونا الحبيب والغالي أبونا فيكتور نصر “القلب النابض، كاهن كنيسة” مار مرقس مونتريال، وأبونا الحبيب والغالي أبونا ماركوس كيرلس “المتواضع ذو الأبوة الباذلة” كاهن الكنيسة، وأبونا الحبيب والغالي أبونا موسي كادجو من الكنيسة الأرثوذكسية الإريترية في مونتريال، والعديد من الآباء الكهنة الأجلاء من بقية كنائس مونتريال، وسط مشاركة عدد كبير من شعب الكنيسة من مختلف الأعمار والفئات، حيث لم يكن هناك موطئ قدم في الكنيسة بسبب أعداد الشعب الكبيرة.
֍ نهضة روحية وفرحة الشعب من مختلف الأعمار
هذا وتم تطيب رفات القديس العظيم مار مرقس الرسول الإنجيلي، بالأطياب والحنوط، وعمل زفة بالألحان القبطية والتسابيح لرفات القديس، وتم عمل دورة الصليب وأيقونة القيامة للسيد المسيح ومار مرقس الرسول كاروز الديار المصرية والأنبوبة المباركة التي يوجد بها جزء من رفات جسده الطاهر، وسط فرحة الشعب والشمامسة والخدام والآباء الكهنة والرهبان ونيافة الحبرين الجليلين جزيلي الاحترام الأنبا بولس “أسقف العمران”، والأنبا رافائيل، والتراتيل والألحان القبطية يرددها الجميع وسط فرحة ونهضة روحية كبيرة.
كما قام الأطفال والشباب من مختلف الأعمار بتقديم عدد من التراتيل والألحان بالعربية والفرنسية والإنجليزية والقبطية وسط تشجيع من نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف العمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، ونيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، اللذان اهتما في أبوة وتدبير وبصيرة حكيمة بتشجيع الجميع واعطائهم بركة صورة القيامة للسيد المسيح له المجد، وسط فرحة الجميع بهذه النهضة الروحية ودعوة أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس لأخيه نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل، ليحصل الشعب من مختلف الأعمار علي كلمة منفعة من قامة ومكانة كنيسة كبيرة شأن نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل، الذي يصلي نيافته عدد من العشيات والقداسات ويلقي عظات ومحاضرات روحية في عدد من كنائس الإيبارشية، ثم يختتمها بزيارة دير القديس العظيم الأنبا أنطونيوس في بيرث.
֍ قوة القيامة .. جعلت من ينكرون السيد المسيح .. يكرزون باسمه في كل المسكونة
قال نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة في عظته عقب صلاة عشية: عندما نتحدث عن قوة القيامة، نتذكر حادثة كيف انكر معلمنا بطرس العظيم السيد المسيح، بل سب ولعن وحلف أنه لا يعرفه.
يضاف إلى هذا أن واحد من تلاميذه وهو يهوذا الإسخريوطي سلمه لليهود، وبعض تلاميذه هربوا وتفرقوا. لقد كان عندهم إيمان بالسيد المسيح، لكن ربما ليس كما كان بعد قيامته، فبعد قيامة السيد المسيح من الأموات، تثبت التلاميذ في الإيمان، بل وكرزوا في المسكونة كلها، وانتشرت معرفة الله في الأرض.
بعد القيامة، والروح القدس، دخل المؤمنون في المسيحية بأعداد كبيرة، بفضل كرازة التلاميذ، بل أن معلمنا بطرس نفسه، بعد قيامة يسوع المسيح، اعترف به أمام رئيس الكهنة .. وكانت هذه قوة قيامة السيد المسيح.
القيامة دبت فيهم الروح والقوة، وأصبحوا شهداء أقوياء، إذ أن القيامة هزمت وتغلبت على آخر عدو، وهو الموت، ونشروا الإنجيل في كل العالم، بل والكارهين للسيد المسيح، مثل شاول الطرسوسي، أصبح فيما بعد بولس الرسول، أعظم كاروز في تاريخ المسيحية.
وكان مار مرقس من التلاميذ الذين عاينوا سر القيامة. وعندما اقترح بطرس ضم تلميذ بدلا من يهوذا الاسخريوطي، كان الشرط الرئيسي أن يكن معهم منذ البداية، وشاهدا علي القيامة السيد المسيح له المجد.
֍ “مبارك شعبي مصر”: وعد إلهي .. كنيسة حية وشابة وأسسها السيد المسيح قبل مار مرقس الرسول
أضاف أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا رافائيل: والرسل هم أساسات الكنيسة، وطول ما نحن في الكنيسة، فنحن أقباط مصريين، بغض النظر أين توجد الكنيسة في كندا أو أي دولة في المهجر.
ونحن محظوظين أن مار مرقس أسس كنيستنا القبطية، هذه الكنيسة التي لا تزال شابة وحية وصامدة وبها شهداء وقديسين وكهنة وخدام كنيسة، منذ أكثر من ألفي سنة.
كنيستنا القبطية كنيسة شابة، لأن عريسها يسوع المسيح “معزز” هذه الكنيسة العظيمة، التي أسسها مار مرقس. مع الأخذ في الاعتبار أن السيد المسيح هو من أسس الكنيسة في مصر قبل مار مرقس، حيث جاء السيد المسيح مع العائلة المقدسة، ودخل مصر من شرقها، وتنقل في أماكن عديدة من شرقها ناحية فلسطين، حتي غربها في وادي النطرون، ثم دير المحرق.
والمؤرخون يشيرون إلي أن السيد المسيح عاش في مصر من حوالي سنتين أو ثلاث سنوات. والفترة بين مجيء السيد المسيح له المجد مع العائلة المقدسة، ومجيء ما مرقس لمصر حوالي 40 عامًا.
لهذا كان من الطبيعي أن انتشر الإيمان بسرعة في مصر، فهناك مصر في أوساط الفلاحين يقول “حارث ومستني السيل”، إذ أن مصر كانت محروثة من جانب السيد المسيح، وزرعها مار مرقس، وذكر في النبوءات أن هناك مذبح في وسط أرض مصر. ونحن الكنيسة الوحيدة التي لها وعد من الله أن يكون لها مذبح وعمود، ووعد إلهي “مبارك شعبي مصر”.
وأول مدرسة لاهوت أسسها مار مرقس بالإسكندرية، التي كانت مدينة العلم والفلسفة والمدنية، ولهذا بدأ بمدينة الإسكندرية دخل معقل الفلسفة اليونانية ليؤسس مدرسة لاهوت وآباء الإسكندرية كانوا في منتهي النقاوة في شرح الإيمان، لذا أخذوا لقب “قاضي المسكونة” حتي مجمع خلقيدونية.
يضاف إلى هذا أن مصر هي من أسست الرهبنة ونشرتها في العالم كلها. كما أن كنيستنا قدمت ولا تزال تقدم أكبر عدد من الشهداء حتى الآن بسفك الدم، بكل سرور، لأن إلهنا مات من أجلنا وقام. نعم .. القوة التي أخذها الرسل، كانت قيامة السيد المسيح وقوة الروح القدس.