
تحت عجلات القطار رقم 119، بالخط الثاني لمترو الأنفاق، وفور دخوله محطة المرج القديمة، سقط الشاب أشرف محمد السيد اللاهوني، من قرية فيديمين التابعة لمركز سنورس بمحافظة الفيوم، على القضبان، ليدهسه المترو ويلفظ أنفاسه الأخيرة في الحال، تاركًا خلفه الكثير من التساؤلات، حول أسباب سقوطه، وإذا ما كان منتحرًا أو سقط لأسباب أخرى.
"أشرف عمره ما اكتأب ومبيزعلش من حد" هكذا بدأ محمد سيد سيد، طالب بكلية التكنولوجيا والتنمية جامعة الزقازيق، وصديق "ضحية المترو" لمدة 15 عامًا، حديثه لـ"الوطن"، موضحًا أن "أشرف" هاتفه ليلة موته ولم يبد عليه أن شيئًا يعكر صفوه، وهنأه على نجاحه في الكلية، ولم تكن هناك أي علامات تدل على أنه مقبل على الانتحار.
في الوقت الذي يتداول رواد مواقع الـ"سوشيال ميديا" وبعض المواقع الإخبارية، معلومات تفيد أن عمر "أشرف" لا يتجاوز الـ 17 عامًا، أكد محمد، صديقه وابن قريته، أنه يبلغ 22 عامًا، وأنه تخرج من كلية العلوم جامعة الفيوم بتقدير جيد جدًا، كما أنه الابن الوحيد لوالديه.
"محمد متوفرله كل حاجة، ومفيش سبب يخليه ينتحر" كلماتٌ استنكر بها محمد مزاعم انتحار الشاب الذي زامله طوال مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، فوالداه لا يملكان من الأبناء سواه، كما أن ظروفهم المادية ليست سيئة، فوالده تاجر فاكهة ولم يشكو يومًا من قلة المال أو الفقر، متعجبًا أيضًا من سفره لينتحر بقوله "لو عاوز ينتحر هيروح لحد المترو ليه؟!".
"أشرف" متفوق دراسيًا ومن الأوائل منذ طفولته وحتى تخرجه من الجامعة، وفقًا لصديقه محمد، كما أنه محبوبٌ في القرية ومشهودٌ له بحسن الخلق والمداومة على الصلاة، ولم يعرف عنه أنه أغضب أحدًا من أهل قريته، وكلها أسباب تجعل فكرة إقدامه على الانتحار مستحيلة، حسب رؤية صديقه.