مصر كرمها الله في جميع الكتب السماوية وشرفها بقدوم الأنبياء والمرسلين والأماكن المقدسة وأثنى عليها رسول الإسلام والمسيح وعلمت مصر العالم كله معنى كلمة الإيمان المسلم به والبعث بعد الموت للجزاء والعقاب سواء كان أو كان!! لهذا لا ولن تسقط مصر أبدا ولن تضام لأنها بالأزهر والكنيسة شجرة عائلة مباركة ومختارة من الله وبالشعب والجيش صمام أمن وأمان للأمة كلها من كل خائن وجبان سواء كان أو كان!! وهذه الأحداث التاريخية للمواقف الوطنية والإنسانية هى خير دليل على معادن المصريين الذين يتحولون (من إلى) لأن عقب كل محنة منحة يصنع بها المعجزات التى تبهر العالم فيقف احتراما وإجلالا لهذا الشعب الطيب القوى المبارك.
المشهد الأول، كان مع الأنبا بنيامين رقم 23 من تاريخ البطاركة والذى اتحد مع القائد عمرو بن العاص ضد قهر الرومان للأقباط وانتصرت مصر وقهرت الرومان وفتحت الكنائس وعمرت الأديرة وتعانق مسجد عمرو بالكنيسة المعلقة.
المشهد الثانى، كان مع صخرة الكنيسة الأرشدياكون حبيب جرجس مؤسس مدارس الأحد مع الأنبا كيرلس الخامس، الذى هاجم ظلم الخديوى وساندا ثورة أحمد عرابى جنبا إلى جنب مع رجال الأزهر ومن ثم أعاد التاريخ نفسه في المشهد الثالث، عندما اندلعت ثورة 19 وتأسس حزب الوفد المصرى بقيادة الزعيم سعد زغلول. المشهد الرابع موقف الرئيس جمال عبد الناصر مع الأنبا يوثاب؟! والذى حل مكانه الراهب مينا المتوحد الأنبا كيرلس السادس الذى حول مسار الكنيسة (من إلى).
ومن ثم لعب دورا كبيرا في مواجهة مصر للعدوان الإسرائيلى ثم جاء الأنبا شنودة الثالث بابا العرب ومعلم الأجيال نقطة من أول السطر في المشهد الخامس لتتوافق شخصيته المصرية مع الأزهر والكنيسة القبطية فيعيد بالحب والتوحد مجد الأرثوذكس المسلم به من الكنيسة الأولى، ويحترم كل الطوائف الأخرى ويجمعهم على ثلاث كلمات (ربنا موجود وكله للخير ومسرها تنتهى) ثم جاء الأنبا تواضروس الثانى في المشهد السادس بعد العظيمين في البطاركة وتبدأ رحلة المعادلة الصعبة وتحمله المسئولية في مرحلة هى الأصعب والأخطر في تاريخ العالم والأمم وليس مصر فحسب فكانت تصريحاته وأفعاله دالة على أنه راعى صالح وأبا لأولاده يسمع شكاوى الناس ويقول لهم إن المستحيل عند الناس مستطاع عند الله ولكن يا أبنائى كونوا إيجابيين بالمحبة والأعمال الصالحة وكونوا دائما مطمئنين جدا ولا تفكروا كثيرا ودعوا الأمر لمن بيده الأمر وإياكم أن تقاوموا الشر بالشر ولكن بالخير وهذا ما فعله المعلم مع زكا والسامرى! البابا تواضروس الثانى والأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس والقمص روفائيل افومينا كانوا معا في القرعة الهيكلية وكل منهم في قلايته يصلى من أجل الخلاص من هذه المسئولية التى تخص شعب بأكمله وأنا أذكر أننى كنت على الهواء مباشرة في ماسبيرو للتحدث عن هذا الحدث والجميع كان متوقعا وقوع القرعة على الأنبا رفائيل لأنه الأكثر شعبية وجمع أصوات ولكن أنا قلت للمذيع وهو يسألنى يا ترى من البابا القادم؟ فقلت له إن البابا قد رسم أذليا في علم الله والقرعة فقط ستبين لنا ذلك حتى أنه لم يدرك ما قلت؟! المهم أننى ذهبت بعد هذا اللقاء إلى دير الأنبا بيشوى والتقيت بالبابا تواضروس وجميع الأساقفة وأهدانى البابا إنجيلا واستضافنى ثلاثة أيام وحضرت معه حفل الإسكيم ومن يراجع التوثيق الإعلامى لهذه الأحداث التاريخية يجد أن الأنبا رافائيل كان يبكى فرحا وهو يهنأ الأنبا تواضروس الثانى والأنبا تواضروس يشيد أمام الجميع بمواقف رائعة جدا للأنبا رافائيل عام وخاص سرا وعلانية وأنا كنت المسلم الوحيد حين ذك فلم أشعر بشيىء غير المحبة البالغة وهم كذلك وهذه الأحداث صعب جدا أن تكتب أو تحكى ولكنها تحس فقط وهناك ما بين السطور في عشرتى أنا شخصيا للبابا شنودة الثالث والأنبا تواضروس الثانى والأنبا رفائيل وعامة في عشرتى للشعب المسيحى الأرثوذكسى وزيارتى وإقامتى في معظم الكنائس والأديرة واحتكاكى المباشر بمعظم الأساقفة والرهبان والآباء والشمامسة والخدام وهذه رسالتى التى أنقلها إلى الآخر والعكس أيضا وهذا لكى يعلم العالم كله بأن الأديان للديان والعالم كله وطن لبنى الإنسان سواء كان هذا الإنسان أو كان وهذا ما تعلمناه من التوراة والإنجيل والقرآن أن الإنسان هو أخو الإنسان سواء كان هذا الإنسان أو كان لهذا بعث رسول الإسلام محمد (صلى الله عليه وسلم) بالمستضعفين من المسلمين إلى النجاشى ملك الحبشة المسيحى فأوى المسلمين وأكرمهم وحماهم من بطش قريش؟! وقال تعالى لتجدنا أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولجدنا أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إن نصارى ذلك بأن منهم قسيسون ورهبان وأنهم لا يستكبرون (صلى الله عليه وسلم) وهذا هو المحك الألفة والمودة المحبة والرحمة والسلام بين جميع بنى الإنسان وإلا فماذا ينفع الإنسان إن ربح العالم كله وخسر نفسه بكرهه لأخيه الإنسان وإرهابه وقتله.