"حروق وآثار تعذيب وزيت مغلي".. تفاصيل مقتل عجوز الهرم على يد ابنها المريض نفسيا| صور
19.10.2020 05:27
اهم اخبار مصر Egypt News
بوابة الاهرام
Font Size
بوابة الاهرام

منذ أكثر من 6 أعوام بدأت تفاصيل تلك الجريمة التي انتهت بمقتل "مُدرسة بالمعاش" علي يد ابنها، بعد أن مثل بجثتها وأحرقها حيةً وأسكب عليها الزيت المغلي ؛ وعلى مدار سنوات ظهرت علامات "طفي السجائر" حروُقًا تلتهم جسد الأم، ولم يكن من الضحية إلا الرضا بالأمر الواقع، وتحمل نجلها الذي فقد عقله وعمله المرموق وزوجته، ولم يتبق منه سوى أفعاله الدنيئة.

انتقل محرر "بوابة الأهرام" إلى مسرح الجريمة التي شهدتها منطقة فيصل بالجيزة وبالتحديد في الطابق الثالث داخل أحد العقارات الكائنة بشارع محمود زكي بالمطبعة، لرصد تفاصيل الجريمة؛ شقة يسكنها الجاني والضحية والزوجة بين الحين والآخر.

كما التقت "بوابة الأهرام" بالجيران وزوجة حارس العقار وعدد من الشهود على عدة وقائع، وتحدثوا عن سيرة الجاني التي لازمته منذ أن تم فصله من العمل وأصبح لاجئًا على "معاش والدته"؛ وخلال الحديث أجمع الجميع على سوء معاملته لوالدته، ومعاناته من حالة نفسية كانت السبب وراء فصله من العمل، ومشكلة عدم القدرة على الإنجاب دمرت ما تبقى من حياته.

"من أكثر من 6 سنوات كان الجاني في وظيفة مرموقة للغاية، وفجأة وبعد مدة عرفنا أنه تم فصله بسبب سوء سلوكه وبدأت حالته النفسية تتغير"، بدأ معتز أحد الشباب من الجيران حديثه حول تفاصيل الواقعة.

وأكمل: "كان دايما بيحصل مشاكل في شقة الدور الثالث، ودايما كنا بنسمع صوت الخناقات اللي بين الجاني والمجني عليها، وكانت السيرة معروفة والكلام كتيرعنهم بسبب أفعاله، وسوء معاملته لوالدته وتعديه عليها بالضرب والسب وكثيرًا بالتهديد بالقتل". أمسكت "أم محمد" زوجة أحد حراس العقار بالشارع طرف الحديث، وأشارت إلى أنه ذات مرة صعد حراس وسكان العقار إلى الشقة، في محاولة لفض الشجار الدائر بين الجاني والمجني عليها، وأكدت أنها (أم محمد) صعدت إلى الشقة بعدما طلبت منها المجني عليها مساعدتها في أحد النزاعات، وقامت بتسجيل تهديد الجاني للضحية بالقتل إذا لم تحضر له المال، وأوضحت أنها سجلت له بسبب تهديده حراس العقار والجيران باتهامهم بالسرقة إذا ما تدخل أحدهم في الشجار الذي يحدث بينه وبين والدته. "يوم الواقعة الساعة 12 منتصف الليل، اتصل الجاني ب حارس العقار واستنجد بعدد من الأهالي لمساعدته في نقل والدته إلى المستشفى.. وبعد دقائق رفض أن حد يطلع الشقة واتصل بالإسعاف"، بدأ "سامح" أحد الجيران في سرد تفاصيل الساعات الأولى من وقوع الجريمة، التي بدأت بدخول الإسعاف الشارع وصعود حارس العقار وأحد الجيران إلى الشقة، ومنذ الوهلة الأولى بدت علامات التعذيب التي تعرضت له الضحية واضحة من آثار الحريق الواقع بالجثة والجلباب المحترق بسبب وقوع الزيت المغلي عليها، وآثار الحروق الناجمة عن أعقاب السجائر المنطفأة بجسد الضحية، وكثير من التعديات بالضرب، كل ما يثير الفزع الذي وقع فيه الحضور فور دخولهم الشقة من تعذيب تعرضت له جثة "السيدة العجوز" صاحبة الـ70 عامًا.

"كانت بتشتغل مدرسة في السعودية، وعندها بنت واحدة وابنها اللي موتها من التعذيب"، أكمل "سامح" حديثة قائلًا "بعد ما المجني عليها طلعت على المعاش ومن حوالي أكثر من 6 سنوات بدأ الجاني يرجع يعيش معها في الشقة، وبعد ما زوجته سابته ورجعت عاشت مع أهلها إلا أنها كانت بتظهر في الـ10 أيام الأولى من كل شهر (وقت صرف المعاش) وكانوا بيعتمدوا دايمًا على الأكل (ديليفري) من المطاعم، وأول ما تخلص الفلوس تسبله البيت وتمشي". وأضاف "سامح" خلال حديثه أنه علم كغيره من سكان الشارع أن السبب وراء فصل الجاني من وظيفته المرموقة سوء السلوك، ومن بعد خروجه من الخدمة بدأت حالته تدهور مع مرور الوقت، وكان يجبر والدته أنها تقترض أموالا من الجيران ومن المعارف لكي يشتري بها مخدرات، وبمرور الوقت بدأت مشكلة عدم قدرته على الإنجاب تطارده وتؤثر على حالته النفسية بعد أن تركته زوجته بسببها وبسبب سوء معاملته لوالدته. وعقب حضور الإسعاف وبعد تلقي قسم شرطة الهرم بلاغا بالواقعة، بدأ إجراء المعاينة والمناظرة الأولية وتبين أن المجني عليها مصابة بعدة حروق، نتيجة سكب زيت مغلي على جسدها، فيما أوضح تقرير الطب الشرعي للجثة عن وجود تهتك بالطحال نتيجة لآثار عنف بجانب الحروق. وخلال تحقيقات النيابة العامة بجنوب الجيزة، أنكر الجاني الاتهامات الموجهة له مشيرًا إلى أنه كان يعمل بوظيفة مرموقة حتى خرج على المعاش المبكر، ويعيش مع والدته من سنوات، وأنه كان يرعى والدته (الضحية) طيلة الفترات الماضية ويخاف عليها، موضحًا أنه منذ ٣ أيام حدث حادث أليم لوالدته حيث انسكب على جسدها الزيت المغلي أثناء إعداد الطعام فقام بالعناية بها جيدًا واشترى أدوية لعلاجها إلا أن حالتها كانت تزداد سوءًا فقرر بعد ٣ أيام الاستعانة بالإسعاف لنقلها المستشفى لكنها كانت فارقت الحياة.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.