بدأت العلاقات بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية، في الانتقال من مرحلة الوفاق إلى الطلاق، وخرجت أصوات دبلوماسية تطالب الرئيس دونالد ترامب صراحة بالابتعاد عن الدوحة لدعمها ما أسمته "الإرهاب" في دول المنطقة.
الأصوات الدبلوماسية ودعوات عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكى، طالبت بتأديب الإمارة الصغيرة وفك الارتباط معها، بهدف معاقبته على عن دعم جماعة الإخوان وتنظيمات إسلامية "راديكالية" أخرى منتشرة في المنطقة، ونصحت هذه الأصوات الرئيس ترامب بنقل قاعدة "العديد" العسكرية من الدوحة والبحث عن شريك إقليمى آخر مرجحة الإمارات لاستضافة القاعدة الأمريكية عقب نقلها.
وأبرز ما جاء في هذا الشأن، مقال كتبه دينيس روس، مستشار في معهد واشنطن وسفير أمريكي سابق في الشرق الأوسط، نصح فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالبحث عن حلفاء جدد في منطقة الشرق الأوسط، وإعادة تقييم العلاقات مع قطر، التي اتهمها بتمويل الإرهابيين وتهديد المصالح الأمريكية في المنطقة.
واستنكر المستشار الأمريكي، محاولة القطريين في الحفاظ على علاقاتهم مع واشنطن جنبا إلى جنب مع دعم وتمويل الإسلاميين.
وقال الكاتب: إن قاعدة العديد الجوية الأمريكية الموجودة في قطر حسمت العديد من عمليات التحالف الدولى في منطقة الشرق الأوسط بأسرها مثل أفغانستان وسوريا، لكن أغلبية السياسيين في الولايات المتحدة غير سعداء بمساندة قطر للتنظيمات الإسلامية المتطرفة، ناصحا بنقل القاعدة في أماكن أخرى مثل الإمارات العربية المتحدة.
وأكد الكاتب الأمريكي أنه: لا يمكن تجاهل تمويل قطر للمتشددين في سوريا وليبيا نتيجة لطموحات قطر في لعب دور أكبر في المنطقة.
وكان معهد "جينسا" الأمريكي، عقد مؤتمرا أخيرا في إحدى قاعات الكونجرس، جرى تخصيصه لإعادة تقييم العلاقات الأمريكية القطرية من وجهة نظر سياسية وعسكرية، في ضوء ما سماه البيان الصحفي الصادر عن المؤتمر بأنه "دعم قطر لجهات إرهابية متطرفة بينها الإخوان المسلمون".
في ذات السياق كشفت صحيفة تركية عن خوض قطر مفاوضات حثيثة مع تركيا، من أجل بحث توسعة القاعدة العسكرية التركية قيد الإنشاء في الدوحة، وذلك تحسبًا لنقل الولايات المتحدة الأمريكية قاعدتها العديد تحت ضغوط من وزارة الخارجية والكونجرس.
وقالت صحيفة "حرييت" التركية، نقلا عن وزير الدفاع إحسان بلبل قوله: إن "المفاوضات جارية مع قطر لتعزيز الاتفاقية العسكرية التركية التي جرى إبرامها عام 2014، إضافة إلى توسيع القاعدة التي بدأ إنشاؤها في مارس 2016، فضلا عن رفع حجم المرابطة العسكرية التركية في الدوحة، بترتيبات مرنة وفقًا للحاجة".
وكانت لجنة الشئون الخارجية في البرلمان التركي، عقدت جلسة هذا الأسبوع لمناقشة التفاصيل السياسية والأمنية والفنية المتصلة بتوسعة القاعدة التركية.
وتتضمن التفاصيل كما أوردتها "حرييت"، إقامة وحدة عسكرية تكتيكية مشتركة تخدمها القاعدة بعد توسيعها، ليرتفع عدد البعثة العسكرية التركية فيها إلى نحو 500 600 جندي، هم نواة تدار بشكل مشترك من البلدين، وستكون رئاسة الوحدة لضابط قطري برتبة جنرال فيما ينوب عنه ضابط تركي برتبة بريغادير.