تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بعيد الغطاس المجيد.
ولعيد الغطاس مثلًا شعبيًا يظهر الوجه الفلكلوري للاحتفالات هو “اللي مياكلش قلقاس في عيد الغطاس يصبح من غير راس”، وقال الباحث الإكلريكي مرقس وديد، الحاصل على بكالريوس الكلية الاكليريكية، في تصريح خاص، ان ذاك المثل لا وجه كنسي له، ولم يرد في أي من الكتب الكنسية او الطقسية.
ولكن فيه تلخيصًا لنقطتين هامتين النقطة الأولى هي الاشارة ليوحنا المعمدان الذي فقد رأسه نظرًا لتمسكه بالحق دون خوف من بطش هيرودس الوالي الظالم الذي سجن وقتله وورث عرشه أخيه وتزوج زوجته هيروديا التي سلطت ابنتها سالومي أن تطلب من هيرودس راس يوحنا المعمدان انتقاما منه وهو ما حدث.
بينما النقطة الثانية هي تمسك الأقباط بتناول القلقاس كأكلة شعبيه في عيد الغطاس، حيث أن القلقاس يُزرع عن طريق دفنه كاملًا في الأرض، ثم يصير نباتًا صالحًا للطعام، وهذا رمز إلى المعمودية التي هي موت ودفن وقيامة مع المسيح، كما أنه في القلقاس مادة سامة ومضرة للحنجرة (المادة الهلامية)، لكنها متى اختلطت بالماء تحولت إلى مادة نافعة مغذية؛ على غرار المعمد الذي ببماء المعمودية يتطهر من سموم الخطية كما يتطهر القلقاس من مادته السامة بواسطة الماء.
كما أن القلقاس لا يؤكل إلا بتعريته وخلع قشرته الصلبة الخارجية، وكذلك المعمد فبواسطة المعمودية يخلع ثياب الخطية (الإنسان العتيق) لكي يلبس ثياب الطهارة والقداسة.