“كيهك” شهر التسبيح.. متى بدأ فيه؟ ماهي طرقه؟ كيف بدأت طباعة كتاب الإبصلمودية؟!
15.12.2021 16:00
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
وطني
“كيهك” شهر التسبيح.. متى بدأ فيه؟ ماهي طرقه؟ كيف بدأت طباعة كتاب الإبصلمودية؟!
Font Size
وطني

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بشهر التسبيح “كيهك”، وذلك عن طريق صلوات وتسابيح تقال على مدى الشهر تقريبًا في الفترة من ١٠ ديسمبر إلى أوائل شهر يناير من كل عام.

و كيهك هو الشهر الرابع من شهور التقويم المصري القديم، حيث كان يغطي فيضان النيل الأرض، ومعنى “كيهك” مشتق من أحد أسماء العجل “أبيس” وهو رمز الخير لدى قدماء المصريين.ويحتل “كيهك” مكانة خاصة في طقوس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فرتبت فيه الكنيسة الصلوات والتسبيحات و حتى تسبحة نصف الليل، و هي صلوات خاصة بهذا الشهر فقط، وذلك إحياء لذكرى تجسد الرب وتعظيمًا لوالدته مريم العذراء، وحتى أنه يعرف بالشهر المريمي عند الأقباط الأرثوذكس.

ولمعرفة معلومات تاريخية عن شهر”كيهك” والتسبحة وتاريخ الصلوات، حدثنا الخادم والشماس ومؤلف الكتب “كيرلس كمال”، صاحب قناة اليوتيوب “حكاوي قبطية”، والتي يشرف عليها الأنبا إيلاريون أسقف عام غرب الإسكندرية، قائلاً: التسبحة هي إعلان الفرح الروحي، فنجد أن القديس يعقوب الرسول يقول في رسالته “أمسرور أحد؟ فليرتل” ( يع ٥ : ١٣).

وتابع قائلاً: كانت للتسبحة أهمية كبيرة عن رجال الله وكانت إعلانًا عن حبهم له، وشكره عن أعماله معهم، والتسبيح أيضًا هو الحالة التي سيكون فيها الأبرار في السماء.

نظرة تاريخية عن التسبحة.

قال كيرلس: التسبيح موجود منذ العهد القديم، حيث نجد أول إشارة للتسبيح بسفر الخروج ١٥، وهي تسبحة موسى النبي، وسنجد أيضًا تسبحة دبورة، تسبحة حنة أم صموئيل، وتسبحة إشعياء والثلاثة فتية، وتسبحة حبقوق، بالإضافة لمزامير داود، وهذه المزامير كان لها دورًا كبيرًا في التسبيح بالعهدين القديم و الجديد.

وتابع كيرلس يقول: فالتسبيح هو حال النفس الفرحانة بعمل الله معها وهو عمل الملائكة وعمل كل السمائيين الذين يعيشون حياة الفرح الدائم وبالتالي تسبيحًا دائمًا، كما نجد أن التسبيح ممتد في العهد الجديد في السيدة العذراء سبحت الله بتسبيحتها الشهيرة “تعظم نفسي الرب.. إلخ”، و أيضًا نجد السيد المسيح له كل المجد بعد أن صنع العشاء الرباني سبح وخرج إلى جبل الزيتون.
كما أن الرسل من بعده عاشوا حياة التسبيح كما وضح سفر الأعمال، وأضاف كيرلس: ومن خلال معلمنا بولس الرسول نفهم طرق العبادة والتسبيح في العهد الجديد، وهذا نراه بوضوح في “أفسس ٥ : ١٩”، عندما قال لهم “مكلمين بعضكم بعضًا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية.وكانت التسابيح والأغاني الروحية كلها تعتمد على الكتاب المقدس وكل صلوات الكنيسة لها أصل واعتماد كتابي، وتابع كيرلس يقول: وكان للمزامير الاعتماد الأكبر في التسبيح و كانوا يرتلونها بالطريقة الملحنة، و من هنا نستنتج كلمة “إبصلمودية”، والتي تعني “المزامير المرتلة أو الملحنة”، وكنيسة الإسكندرية بارعة في استخدام المزامير في كل صلواتها وتسابيحها، وسنجد القديس أكليمندس السكندري، يشير إلى أن الكنيسة كانت تستخدم المزمور الـ ١٥٠ وقت توزيع الأسرار الذي مازال يستخدم حتى اليوم.

*معنى السهر الليلي

وتابع كيرلس: لقد تأثرت الكنيسة بأمثال السيد المسيح وتشبهًا بالعذارى الحكيمات أدخلت الكنيسة طقس “السهر الليلي”، وكانت الكنيسة تصلي القداس في المساء، لكن مع دخول طقس السهر الليلي في بدايات المسيحية ومنذ القرون الأولى، كما سوف نبين لكم ذلك كان المؤمنون يقضون الليل في الصلاة والتسبيح، ثم يختمون سهرتم بالقداس، فتم ترتيب مواعيد السهر الليلي.

١. ليلة الأحد يعقبها قداس
٢. ليالي أعياد الشهداء والقديسين ، وكانوا يسهرون للصلاة والتسبيح
٣. ليالي الأعياد الكبرى ” كالقيامة والميلاد والغطاس”
أما بالنسبة للتجمعات الرهبانية فكان طقس السهر والتسبيح يوميًا.

*شهادات عن السهر الليلي من التاريخ

وعن شهادات عن السهر الليلي من التاريخ، حكى”كيرلس”: كان في بدايات المسيحية في مصر مؤمنون نساك باعوا ممتلكاتهم وخرجوا قرب بحيرة مريوط، وكانوا يقضون الليل في الصلاة والتسبيح وتسليم الألحان للأجيال، وكان التسبيح عندهم قائمًا على ترتيل المزامير، و تابع يقول : نجد البابا ديونسيوس الرابع عشر يمتدح أسقف الفيوم لما قام به من تأليف للإبصلمودية التي تستخدم للسهر الليلي، وهذا يوضح تعب هذا الأب الأسقف في البحث في الأسفار الإلهية لوضع المدائح والصلوات، و القصة التي يحكيها البابا أثناسيوس في حروبه مع الأريوسين عندما أحاط الحاكم كنيسة ثاؤنا ليلاً وبها الشعب والبابا أثناسيوس وقت التسبحة وأرادوا القبض على البابا أثناسيوس فأمر البابا الشماس بأن يرتل المزمور ” ١٣٥ ” والشعب يجاوب ” وأن إلى الأبد رحمته” وهو الهوس الثاني حالياً و أيضًا دفاع القديس باسيليوس الكبير عن طقس السهر الليلي الذي أدخله في كنيسة قيصرية.

وأوضح للإكليروس أن هذا الطقس مأخوذ من كنيسة مصر وموجود في كنائس كثيرة.
وتابع كيرلس: شهادات من يوحنا كاسيان وجيروم عن التجمعات الرهبانية والسهر الليلي عند الرهبان سواء في مصر العليا أو الصغرى “الوجه القبلي والبحري”.

*طرق التسبيح

وأما عن طريق التسبيح فذكر كيرلس أنها ( المرابعة – فرد يرتل والشعب يقول المرد –
يسبح الشعب معًا في صوت واحد).

*أسماء التسبحة

و ذكر كيرلس كمال، أسماء التسبحة، مثل: ( السهر الليلي – صرخات الليل – التسبحة).

الثيؤطوكيات :- بدأت الثيؤطوكيات توضع فى الكنيسة من بعد مجمع أفسس الأول سنة ٤٣١م*طبعات كتاب الإبصلمودية

وعن طبعات كتاب الإبصلمودية قال كيرلس: إن روفائيل الطوخي هو أول من طبع كتاب الإبصلمودية، وطبعه في روما وكان هذا الشخص من أبناء جرجا، ثم انضم للكنيسة الكاثوليكية وطبع كل الكتب الطقسية، لكن وضع في كتاب الإبصلمودية لمسات من العقيدة الكاثوليكية التي تؤمن بالطبيعتين، لكن نذكرها لأنها كانت أول محاولة لطباعة كتاب الإبصلمودية من الكتب القبطية التي كانت موجودة في مكتبة الفاتيكان ووصلت هناك عن طريق بعض المستشرقين.
و استطرد: ثم طبعه أبونا مينا المحلاوي سنة ١٩٠٨م وطبعت على نفقة الأنبا يوأنس مطران البحيرة ووكيل الكرازة المرقسية، وبعدها طبعه العلامة القبطي الجليل إقلاديوس لبيب وطبع في أواخر سنة ١٩٠٨م .

وذكر “كيرلس” أن التسبحة كانت مقسمة إلى جزئين، الجزء الأول تسبحة نصف الليل وهي عبارة عن الهوس الأول والثاني والثالث و المجمع والذكصولوجيات والجزء الثاني تسبحة السحر، وهي عبارة عن الهوس الرابع وهو عبارة عن ثلاثة مزامير ” ١٤٨ ،١٤٩ ،١٥٠” وأخيرًا تم إضافتهم مع بعض، و قال: كما أريد أن أنوه على الدور الكبير الذي قام به البابا المعظم كيرلس الخامس البطريرك ١١٢ في طباعته لكل الكتب الطقسية وكتب الصلوات الكنسية مثل كتاب الإبصلمودية والقطمارس والسنكسار.

<iframe style="box-sizing: border-box; margin: 0px; padding: 0px; border-width: 0px; border-style: initial; font: inherit; vertical-align: baseline; position: absolute; top: 0px; left: 0px; width: 750px; height: 421.875px; max-width: 100%;" title="تاريخ التسبحة والسهر الليلي | تاريخ الطقوس" src="https://www.youtube.com/embed/xqWiphK4RTU?feature=oembed" width="500" height="281" frameborder="0" allowfullscreen=""></iframe>
Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.