تنطلق الاجتماعات السنوية للمجمع المقدس التابع للكنيسة الأرثوذكسية، اليوم، فى مركز لوجوس البابوى، بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، وتستمر لمدة أسبوع، وتناقش عددًا من القضايا المهمة والأوضاع الكهنوتية والتشريعية للكنيسة.ويترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، الجلسة الختامية للمجمع المقدس، والتى تعقد الجمعة المقبل ٢ يونيو.
ويتكون المجمع المقدس من ١٢ لجنة، تضم عددًا من المطارنة والأساقفة فى جميع المجالات الرعوية، وهى لجان السكرتارية واللجنة الدائمة والرعاية والخدمة، وشئون الإيبارشيات وشئون الرهبنة والأسرة والإيمان والتعليم والطقوس والعلاقات العامة، والإعلام والمعلومات والعلاقات المسكونية وشئون المهجر.
وقالت مصادر كنسية، لـ«الدستور»، إن كل لجنة من لجان المجمع ستنعقد على حدة بداية من اليوم وحتى ١ يونيو المقبل، داخل الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة، لدراسة المقترحات المقدمة إليها وطرح توصيات لجميع القضايا، لمناقشتها خلال الجلسة العامة للمجمع.
وتنعقد لجان الرعاية والخدمة والأسرة، مساء اليوم، وتنعقد لجان العلاقات العامة، والطقوس، وشئون الإيبارشيات، والإيمان والتعليم، والعلاقات المسكونية غدًا الإثنين.
وتنعقد لجان الإعلام والمعلومات، والرهبنة وشئون الأديرة، وشئون بلاد المهجر واللجنة الدائمة بعد غدٍ الثلاثاء، أما لجنة السكرتارية فتنعقد الأربعاء المقبل.
وأضافت المصادر أن الاجتماعات ستنتقل يوم الخميس المقبل، إلى مركز لوجوس بدير الأنبا بيشوى، وسيتم عقد جلسة للمجمع المقدس، لعرض وشرح الاتفاقيات اللاهوتية السابق توقيعها فى فترة البابا الراحل شنودة الثالث، على أن تعقد الجلسة الختامية للمجمع صباح الجمعة.
وتناقش الجلسات قضايا شئون الأديرة والرهبان والحياة الرهبانية والديرية، وتعزيز المشاركة المجتمعية للأقباط، والانخراط بمؤسسات المجتمع المدنى، إلى جانب بحث آليات نقل جميع تفاصيل وتوصيات الاجتماعات، لأبناء الكنائس فى الإيبارشيات المختلفة.
وكشفت المصادر عن أن الجلسات ستناقش التعريف بالبرامج والمشروعات التى تتبناها الدولة، ومنها «تكافل وكرامة»، و«حياة كريمة»، وطرق التواصل والتعاون معها وتحديد الفئات المستحقة فيها، وتعزيز قنوات التواصل مع المسئولين عنها، وتقديم الرؤى المختلفة حول قضايا المجتمع، والمشاركة فى التخطيط لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
من جهته، قال كمال زاخر، المفكر القبطى، إن هناك ٣ قضايا تحتاج إلى إعادة فحص ودراسة وتنظيم خلال الاجتماعات، وهى قضايا التعليم والإدارة والرهبنة.
وطالب «زاخر» المجمع بالاستعانة بالمتخصصين من الخبراء والأكاديميين المدنيين بالجامعات المصرية، فى العلوم ذات الصلة، على أن تنتهى الاجتماعات بإصدار قرارات منظمة وحاكمة لما تم طرحه من قضايا.
بدوره، تمنى ماركو الأمين، باحث كنسى، أن تناقش جلسات المجمع أوضاع الكنيسة فى الأراضى المقدسة، وإجراء إكليريكية تعليمية خاصة بأقباط القدس، ومناقشة تأسيس إيبارشيات فى الخليج العربى.
كما تمنى أن تناقش إنشاء أكاديمية قبطية لتدريب الرهبان، وإعادة سيامة أساقفة من بين «العلمانيين والكهنة المتبتلين»، إلى جانب وضع حد نهائى لما وصفه بإهانة أجساد القديسين وعرضها قبل دفنها، وإنهاء ما وصفه بفوضى مزارات المتنيحين.
وأضاف: «أرجو التوصل إلى موقف واضح نحو الكنائس الرسولية لإرجاع يمين الشركة، ومناقشة الصوم من حيث مدته وممارسته، فضلًا عن مناقشة أوضاع الكنيسة فى إفريقيا».
أما كريم كمال، باحث كنسى، فأعرب عن ثقته فى المجمع المقدس وما يصدر عنه من قرارات، متمنيًا أن يناقش ملف مساعدة العائلات الفقيرة ومتوسطى الدخل بشكل أوسع وأعم.
كما طالب بوقف أى إنشاءات جديدة، سواء للكنائس أو المبانى الخدمة أو بيوت الخلوة، وتوجيه الأموال المخصصة لذلك لمساعدة الأسر المحتاجة، فى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية.
كما تمنى حسم القضايا والمسائل التعليمية المثار حولها الجدل بين الأقباط، سعيًا لإنهاء ما وصفه بحالة الانقسام التى أدت فى الماضى القريب إلى تفرق مسيحيى الكنائس الغربية.
وقال: نحن لا نريد هذا مع الكنيسة القبطية، وأنا أثق أن آباء الكنيسة منتبهون لذلك، حيث يقول الكتاب المقدس: «فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تُخْرَبُ، وَكُلُّ مَدِينَةٍ أَوْ بَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى ذَاتِهِ لاَ يَثْبُتُ» «مت ١٢: ٢٥».
وطالب آباء المجمع المقدس بالاستماع إلى كل آراء أبناء الكنيسة، وخاصة الشباب ومناقشتهم فيها باعتبارهم مستقبل الكنيسة، متمنيًا وضع خطط لربط الجيل الذى ولد خارج مصر بالكنيسة الأم وبالوطن، من خلال توفير ودعم رحلات لهم لزيارة مصر، مع العمل على تعليمهم اللغتين القبطية والعربية.
وأضاف: «نأمل فى وضع خطة مرهونة بفترة زمنية محددة، لدعم السياحة الدينية والترويج لها خارج مصر، من خلال الكنائس فى المهجر ووسائل الإعلام العالمية، لجذب السياحة إلى مصر، وهو ما سيؤدى إلى عوائد كبيرة على الكنيسة وعلى الوطن».