تسلط دراسة جديدة أجرتها منظمة RISE Israel، بالتعاون مع شركة جوجل، الضوء على مكانة إسرائيل المتضائلة في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي. ويكشف البحث الذي نشره موقع جلوبس، عن مخاوف بشأن الاستثمار والقوى العاملة وتنفيذ تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي يمكن أن تعرض للخطر القدرة التنافسية لإسرائيل والفوائد الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن تقدم الذكاء الاصطناعي.
تراجع الاستثمار والتصنيف
تؤكد الدراسة أنه على الرغم من أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي التوليدي شهد نموا معتدلا، إلا أنه تأخر عن الدول الأخرى. ومن الجدير بالذكر أن 50% من جولات الاستثمار وجمع الأموال في قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي في عام 2023 كانت في مجال الذكاء الاصطناعي الإنتاجي، مما يشير إلى تقدم كبير ولكنه غير كاف.
انخفض تصنيف إسرائيل العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، وفقًا لمؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي Tortoise Media، من المركز الخامس في عام 2020 إلى المركز السابع في عام 2024. في المقابل، دفعتها الاستثمارات الضخمة لسنغافورة من المركز العاشر إلى المركز الثالث خلال الفترة نفسها.
نقص القوى العاملة الماهرة
أحد التحديات الحاسمة التي تم تحديدها هو النقص في المواهب المحلية في مجال الذكاء الاصطناعي. تتطلب أكثر من 60% من وظائف الذكاء الاصطناعي في إسرائيل درجات علمية متقدمة، ومع ذلك فإن أقل من 700 خريج من حملة الدرجة الثانية في المجالات ذات الصلة يدخلون سوق العمل سنويًا، مع حصول حوالي 100 فقط على درجة الدكتوراه. علاوة على ذلك، فإن نسبة كبيرة من هؤلاء الخريجين، 15% من حملة الدرجة الثانية و21% من حملة الدكتوراه، يغادرون إسرائيل للحصول على فرص في الخارج.
اتجاهات الاستثمار ووجود الصناعة
وعلى الرغم من هذه التحديات، وجدت الدراسة بيئة استثمارية قوية للذكاء الاصطناعي في إسرائيل. وركز حوالي 50% من إجمالي جولات الاستثمار والتمويل في عام 2023 على شركات الذكاء الاصطناعي، مع نجاح ما يقرب من 70% من شركات الذكاء الاصطناعي في جمع رأس المال. حاليًا، تعمل حوالي 2300 شركة ذكاء اصطناعي في إسرائيل، تمثل 25% من قطاع التكنولوجيا المحلي، مع تركيز 60% منها على البرمجيات.
مساهمات البحث والتطوير من قبل الشركات المتعددة الجنسيات
ويظل وجود مراكز بحث وتطوير متعددة الجنسيات في إسرائيل نقطة قوية. تجري أكثر من 100 شركة عالمية، بما في ذلك Google وNvidia، أبحاثًا حول الذكاء الاصطناعي في إسرائيل. وتساهم هذه المراكز في تكامل الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة، مثل المناخ والصحة والتعليم، وتعمل على تطوير تقنيات متقدمة مثل شرائح الاتصال وحلول الذكاء الاصطناعي لمعالجة اللغات الطبيعية.
تأخر التنفيذ
ومع ذلك، تنتقد الدراسة سجل إسرائيل الضعيف في تنفيذ الابتكارات التكنولوجية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من تفوقها في مجال البحث والتطوير، إلا أن إسرائيل تتخلف عن تبني تقنيات جديدة في قطاعات مثل النقل والتمويل والتعليم. وتهدد هذه الفجوة بالحد من الإمكانات الاجتماعية والاقتصادية للذكاء الاصطناعي ما لم يتم اعتماد سياسات استباقية.
المبادرة الاستراتيجية: الذكاء الاصطناعي إلى الأمام
ردًا على هذه النتائج، تم إطلاق مشروع AI Forward، بإدارة لجنة توجيهية مكونة من كبار خبراء الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك بوعز معوز من Google Cloud Israel، والبروفيسور يوجين كاندل من RISE Israel، ومسؤولين حكوميين سابقين. ويهدف المشروع إلى صياغة وتنفيذ سياسات الذكاء الاصطناعي التي تعزز القدرة التنافسية العالمية لإسرائيل وتحسن نوعية حياة المواطنين.
وشدد البروفيسور كاندل على الحاجة الملحة للحفاظ على ريادة إسرائيل في مجال الذكاء الاصطناعي. وقال: "إن ثورة الذكاء الاصطناعي حقيقة واقعة، ولا يمكن لإسرائيل أن لا تكون دولة رائدة في هذا المجال. إن تبني الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تحسين نوعية حياة المواطنين الإسرائيليين بشكل كبير".
يسعى مشروع AI Forward إلى المساعدة في إنشاء استراتيجية وسياسة ذكاء اصطناعي تطلعية. وأضاف كانديل: "أشكر جوجل على تعاونها في هذا المشروع المهم، والذي نأمل أن يؤدي إلى واقع جديد في إسرائيل".