
تجمّع الآلاف أمام مقر السفارة الأمريكية السابق في طهران الاثنين بمناسبة مرور 40 عاما على عملية احتجاز موظفيها رهائن، ونددوا بواشنطن التي قررت فرض عقوبات على مساعدين للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية الاثنين فرض عقوبات على تسعة من مساعدي آية الله علي خامنئي يشغلون مناصب أساسية في البلاد.
وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشن في بيان، "هذا الإجراء يحدّ أكثر فأكثر من قدرة المرشد الأعلى على تنفيذ سياسة الإرهاب والقمع التي ينتهجها"، معتبرا أن الأشخاص المستهدفين "على علاقة بعدد كبير من الأعمال السيئة التي يقوم بها النظام".
والعقوبات تطال رئيس النظام القضائي ابراهيم رئيسي ومجتبى خامنئي النجل الثاني للمرشد. وبحسب الخزانة عهد المرشد لابنه بمسؤوليات عديدة.
كما أدرج على القائمة السوداء محمد محمدي كلبايكاني رئيس مكتب خامنئي ووحيد هاغانيان المستشار الإداري للمرشد الأعلى مع مستشارين آخرين.
بمناسبة الذكرى الأربعين لعملية احتجاز الرهائن، دعا وزير الخارجية مايك بومبيو السلطات الإيرانية إلى "الإفراج فورا عن كل الاميركيين المفقودين والمعتقلين بشكل تعسفي" خصوصا الموظف السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) روبرت ليفنسون والباحث الصيني-الامريكي شيو وانغ ورجل الاعمال الايراني-الامريكي سياماك نمازي.
واعلنت الخارجية الامريكية الاثنين عن مكافأة قد تصل الى 20 مليون دولار لمن يقدم معلومات تسمح بتحديد مكان ليفنسون "الذي احتجز رهينة في ايران" لاعادته الى امريكا.
وفقد ليفنسون في إيران في مارس 2007 حتى وان اكدت ايران ان لا معلومات لديها عن مصيره تعتبر واشنطن أنه "أقدم رهينة في تاريخ أمريكا".
ورغم هذه التدابير، أكد البيت الابيض في بيان انه "يريد السلام". ودعا إيران إلى "اختيار السلام بدلا من عمليات احتجاز رهائن والاغتيالات وأعمال التخريب والقرصنة البحرية والهجمات على أسواق النفط العالمية".
وكانت مسيرات عدة جرت في مدن إيرانية في الذكرى الاربعين لقيام أنصار الثورة الإسلامية باقتحام السفارة واحتجاز عشرات الدبلوماسيين الأمريكيين وموظفي السفارة في عملية لا تزال تسمم العلاقات بين واشنطن وطهران.
وقال قائد الجيش الإيراني اللواء عبدالرحيم موسوي في خطاب ألقاه في طهران، "سيواصلون عداءهم لنا. إنهم أشبه بعقرب تعد اللدغة السامّة جزءاً من طبيعته".
وأضاف، "نحن على استعداد لسحق هذا العقرب وسندفع الثمن كذلك".
وندد بفكرة التواصل مع الولايات المتحدة مردداً التصريحات التي أدلى بها مؤخراً المرشد الأعلى.
وتم عرض نسخ للصواريخ وبطاريات الدفاع الجوي التي استخدمت لإسقاط طائرة أميركية مسيّرة في يونيو خارج مقر السفارة السابق في طهران والذي تحوّل إلى متحف.
وأفاد مراسلو فرانس برس في المكان أن الإيرانيين تجمعوا رافعين لافتات كتب عليها شعارات على غرار "فلتسقط الولايات المتحدة" و"الموت لأمريكا".
وخرجت تظاهرات كذلك في مدن مشهد وشيراز وغيرها بينما قدّرت وكالة "مهر" للأنباء أن "الملايين" شاركوا في التجمّعات التي نُظّمت في أنحاء البلاد، رغم أنه لم يكن من الممكن التحقق من هذا الرقم.
وطالب من يحتجز الرهائن آنذاك الولايات المتحدة بتسليم الشاه محمد رضا بهلوي لتتم محاكمته في إيران مقابل الإفراج عن الرهائن.
ولم تنته الأزمة بالإفراج عن الدبلوماسيين الأمريكيين الـ52 إلا بعد 444 يومًا.
وقطعت الولايات المتحدة علاقتها الدبلوماسية مع إيران عام 1980.
وذكرت وكالة "مهر" أن "الوثائق التي عُثر عليها (داخل مقر السفارة الأميركية عام 1979) أثبتت صحة ادّعاءات طلاب الثورة بأن واشنطن كانت تستخدم المبنى للتآمر" ضد الجمهورية الإسلامية حديثة الولادة آنذاك.
وقرر ترامب العام الماضي الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرم مع القوى الكبرى العام الماضي وأعاد فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية.
وردّت طهران بخفض امتثالها لبعض بنود الاتفاق منذ مايو.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي للصحافيين الاثنين إن "الأمريكيين في فترة (اقتحام السفارة) كانوا يعتقدون أنهم أمّة استثنائية قادرة على ارتكاب أعمال جائرة في أي مكان".
وأضاف "لا يزال هذا الشعور بالتميّز هو مشكلة أميركا. إنها تسمح لنفسها بالدوس على القانون الدولي وارتكاب أسوأ الجرائم ضد الدول بلا خوف من رد الفعل الدولي".
وكاد البلدان الخصمان ينخرطان في مواجهة عسكرية في يونيو عندما أسقطت إيران طائرة أمريكية مسيّرة وأمر ترامب بتنفيذ ضربات انتقامية قبل أن يتراجع في اللحظات الأخيرة.
وكشفت إيران السبت عن رسوم جدارية جديدة مناهضة للولايات المتحدة على جدران السفارة السابقة تظهر تمثال الحرية منهاراً وطائرة أمريكية مسيّرة تم إسقاطها وجماجم وسط بركة من الدماء.
وقال المسؤول الأمريكي الذي تعامل مع أزمة الرهائن آنذاك غاري سيك لفرانس برس في واشنطن إن عملية احتجاز الرهائن "تعد أفضل تفسير على الأرجح للسبب الذي يقف وراء الأزمة (في العلاقات) التي نعيشها حاليًا".