
الجيش الأبيض.. لقب أطلق على الأطباء بعد مواجهتهم لفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، الذي اجتاح البلاد، وأصاب العديد من المواطنين وأزهق أرواح آخرين، مضحين بوقتهم وأعصابهم، ومؤخرًا بأرواحهم، وهو ما حدث بغزارة في الآونة الأخيرة.
اليوم، نعى الدكتور إبراهيم الزيات عضو مجلس نقابة الأطباء، خامس حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا، بين أعضاء النقابة، وهي الدكتورة نجاح الإسلام، استشارية بنك الدم بمستشفى إمبابة العام.
الدكتورة نجاح سبقها 4 أطباء آخرين فارقوا الحياة في أقل من 24 ساعة، وهم الدكتور كمال عبدالنبي استشاري الجراحة العامة والمسالك البوليه بمستشفى بني سويف التخصصى، الدكتور إبراهيم موسى المرادنى أخصائي الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى المعمورة للطب النفسي وعلاج الإدمان، الدكتور مصطفى علي السيد أستاذ القلب بكلية طب الأزهر، الدكتور عبد الرحيم شرف الدين استشارى النسا والتوليد بأجا بمحافظة الدقهلية.
أستاذ مناعة: الأمر يعود لكمية الفيروس المتواجد في أجسامهم
وتعليقًا على هذا الشأن، قال الدكتور حسني سلامة خبير الأمراض المعدية وأستاذ الكبد والجهاز الهضمي بكلية طب قصر العيني، إن الأطباء بشر، من الطبيعي أن يصابوا أو يتوفوا كسائر المواطنين العاديين، ولكن الأمر المحير هو الأعداد المتزايدة مؤخرًا.
وأضاف "سلامة" لـ"الوطن"، أن السبب الرئيس في ارتفاع عدد الوفيات مؤخرُا، هو ما يسمى بـ"viral load"، أي كمية الفيروس التي دخلت إلى الجسم الشخص، حيث إن الأطباء يتعاملون يوميًا مع مئات المصابين، وهو ما يسمح لجسدهم باستقبال كم كبير من الأطباء في حال عدم اتخاذ الإجراءات الواقية.
وأشار أستاذ المناعة، إلى أن حالات وفيات الأطباء ليست غفيرة في مصر مقارنة بالعدد الكلي للوفيات، ولكنها نسبة عادية كما هو الحال في أغلب بلدان العالم، لافتًا إلى أن عدد الوفيات تخطى المئة حالة فقط اليوم، وهو ما لا يشكل أزمة في الوقت الحالي، مقارنة بالأعداد التي فقدت حياتها من رجال البالطو الأبيض في بلاد أوروبا.
كما أوضح أنه من الطبيعي أن يكون الأطباء هم أكثر عرضة للإصابة، لأنهم يحاربون بأيديهم الوباء الفتاك، لذا حينما يدخل أجسادهم يصبح أكثر خطورة عن المواطن العادي، وهو ما يفسر أعداد الوفيات الكثيرة مؤخرًا.