قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إن الشبع لا يرتبط بالغنى والظروف المادية، لكنه يرتبط بمسألة الاستهلاك، لافتا إلى أنه من سمات الوقت الحاضر، أن هناك استهلاك في كل شيء، حتى في الطبيعة والأرض التي نسنتزفها في الزراعة، أو المحاجر والجبال التي نستنزف مواردها، مشيرا إلى أن هناك استهلاك أيضا في بعض السلع، ويجب تربية الأبناء على روح الشبع والقناعة وتقليل الاستهلاك «في الأمور اللي مالهاش لزمة».
التربية على روح القناعة
وأضاف البابا في عظته الأسبوعية، التي بثها المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، الأربعاء، التي كانت حول «الأسرة والتدبير»، أن «التدبير» يعني الاستخدام الأمثل للموارد البشرية، وأيضا للإمكانات الموجودة في كل أسرة، موضحا أنه حتى في تربية الأبناء يجب تربيتهم على «الشبع» ليس في الخبز فقط، ولكن جسديا ونفسيا واجتماعيًا، أو ما يعرف بـ«روح القناعة»، ولا يكون الشخص متذمرا وينظر لأسرته نظرة دونية أو «عينه فارغة».
وتابع بطريرك الكرازة المرقسية، أن يجب تربية الأبناء على روح البركة، مستشهدا بالآية التي تقول: « بَرَكَةُ الرَّبِّ هِيَ تُغْنِي، وَلاَ يَزِيدُ مَعَهَا تَعَبًا»، موضحا أن الله يبارك في أي شيء قليل، ولذلك فإنه من التقاليد المسيحية هي الصلاة قبل الطعام، لأنه يعتبر نعمة، والملايين من الناس محرومين منها، مثل اللاجئين، وحتى عندما يحصلون على الطعام فإنها تكون كميات قليلة جدا.
التربية على روح البركة
وناشد مختلف الأسر أن يربوا أبنائهم على أن هناك بركة في المنزل، لأن الشعور بالبركة هو شكل من أشكال الأمان، والإيمان أيضا، لأن أي شيء صغير يمكن أن يبارك فيه الله، والبركة تعني أن اثنين يمكن أن يشتريا نفس الملابس في نفس اليوم، وأحدهما تستمر معه الملابس لعامين أو ثلاثة والآخر قد تتعرض الملابس للضرر بعد شهر أو اثنين، موضحا أن الذي استمرت معه الملابس لسنوات هذا نوعا من البركة.