هزت مكاسب اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي، القوى السياسية التقليدية في الاتحاد الأوروبي، ما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة.
وبحسب تقرير لوكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، هزت الأحزاب اليمينية المتطرفة القوى التقليدية في الاتحاد الأوروبي بعد حصدها مكاسب كبيرة في البرلمان الأوروبي، ملحقة هزيمة مهينة بشكل خاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
لأحزاب اليمينية المتطرفة تهيمن على الاتحاد الأوروبي
ومع هذا لا يزال يتم فرز بعض الأصوات في التصويت على البرلمان الأوروبي مستمرًا اليوم الإثنين، لكن النتيجة الأولية أظهرت أن عضوية برلمان الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة تحولت بوضوح إلى اليمين، فقد ضاعفت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني مقاعد حزبها في البرلمان بأكثر من الضعف وعلى الرغم من مطاردتها بفضيحة تتعلق بمرشحين، كذلك حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف لا يزال يحشد ما يكفي من المقاعد للتغلب على الديمقراطيين الاجتماعيين المتراجعين بقيادة المستشار أولاف شولتز.
وأوضحت الوكالة، أن فرنسا كانت هذه هي المرة الأولى التي يتصدر فيها حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان، الذي هيمن على استطلاعات الرأي الفرنسية إلى الحد الذي دفع ماكرون إلى حل البرلمان الوطني على الفور والدعوة إلى انتخابات جديدة في وقت لاحق من هذا الشهر، حيث يشكل مخاطرة سياسية هائلة لأن حزبه قد يتكبد المزيد من الخسائر، مما يعوق بقية ولايته الرئاسية التي تنتهي في عام 2027.
من جهتها، ردت لوبان على ماكرون بقبول التحدي وحل البرلمان قائلة: "مستعدون لتغيير مسار فرنسا والدفاع عن مصالح الفرنسيين وإنهاء الهجرة الجماعية".
وفاز حزب لوبان التجمع الوطني بأكثر من 30 % أو ما يقرب من ضعف ما حققه حزب التجديد الوسطي المؤيد لأوروبا الذي يتزعمه ماكرون والذي من المتوقع أن يصل إلى أقل من 15% في انتخابات البرلمان الأوروبي.
فيما اعترف ماكرون بهزيمة ساحقة، قائلاً: "سمعت رسالتكم ومخاوفكم، ولن أتركها دون إجابة"، مضيفًا أن الدعوة إلى انتخابات مبكرة أكدت فقط على اعتماده الديمقراطية.
وفي ألمانيا، الدولة الأكثر سكانًا في الاتحاد الأوروبي، أشارت التوقعات إلى أن الناخبين لم يثنهم فضائح حزب البديل من أجل ألمانيا عن انتخابه حيث ارتفع مقاعده إلى 16.5%، ارتفاعًا من 11٪ في عام 2019، فيما تجاوزت النتيجة المجمعة للأحزاب الثلاثة في الائتلاف الحاكم الألماني بالكاد 30%.
وتعرض حزب شولتز الديمقراطي الاجتماعي الحاكم للإذلال مع صعود حزب البديل من أجل ألمانيا إلى المركز الثاني، فيما قالت زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا أليس فايدل: "بعد كل نبوءات الهلاك، وبعد وابل الأسابيع القليلة الماضية، أصبحنا ثاني أقوى قوة".
ومع هذا ظلت مجموعتان رئيسيتان مؤيدتان لأوروبا، الديمقراطيون المسيحيون والاشتراكيون، مهيمنين في التصويت الذي انتهى أمس الأحد، لكن جاءت مكاسب اليمين المتطرف على حساب الخضر، الذين كان من المتوقع أن يخسروا حوالي 20 مقعدًا ويتراجعوا إلى المركز السادس في الهيئة التشريعية كما خسرت مجموعة ماكرون المؤيدة للأعمال التجارية خسارة كبيرة.
صعود الأحزاب الشعبوية يغير سياسة الاتحاد الأوروبي
ومع توقع المزيد من الخسائر في فرنسا وأماكن أخرى، فإن هزيمة الخضر قد يكون لها تأثير كبير على سياسات تغير المناخ في الاتحاد الأوروبي، والتي لا تزال الأكثر تقدمية في جميع أنحاء العالم.
وتأتي انتخابات البرلمان الأوروبي في وقت اختبار لثقة الناخبين في كتلة تضم حوالي 450 مليون شخص، فعلى مدى السنوات الخمس الماضية، اهتز الاتحاد الأوروبي بسبب جائحة فيروس كورونا وتداعياته الاقتصادية، لكن الحملات الانتخابية ركزت على قضايا فردية في دول الاتحاد بدلًا من التركيز على المصالح الأوروبية الأوسع.
ومنذ الانتخابات الأخيرة للاتحاد الأوروبي في عام 2019، تقود الأحزاب الشعبوية أو اليمينية المتطرفة الآن حكومات في ثلاث دول وهي المجر وسلوفاكيا وإيطاليا وهي جزء من ائتلافات حاكمة في دول أخرى بما في ذلك السويد وفنلندا، وقريبًا هولندا.