تصاعد الصراع المستمر بين إسرائيل وحزب الله بشكل ملحوظ خلال عطلة نهاية الأسبوع، بالرغم من الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف التصعيد.
وتؤكد الجولة الأخيرة من العنف، التي شهدت غارات جوية مميتة وهجمات صاروخية انتقامية، الطبيعة الهشة والمتقلبة للوضع، مع اقتراب شبح حرب واسعة النطاق من أي وقت مضى.
وفقا للجارديان، شنت إسرائيل غارة جوية، يوم السبت، على مستودع أسلحة يشتبه أنه تابع لحزب الله في النبطية، جنوب لبنان، مما أدى إلى مقتل 10 عمال سوريين وأقاربهم.
وأثار هذا الهجوم، وهو أحد أكثر الهجمات دموية بالنسبة للمدنيين منذ تجدد النزاع في أكتوبر، ردود فعل حادة من حزب الله، الذي أطلق 55 صاروخاً على بلدة إيليت هاشاهار الإسرائيلية ردا على ذلك.
ولا يزال الوضع على الأرض متوترا، مع ظهور المزيد من التعقيدات نتيجة إصابة 3 من جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل في انفجار وقع في يارين، وهي بلدة حدودية لبنانية.
وبينما لا يزال سبب الانفجار قيد التحقيق؛ إلا أن الحادث يسلط الضوء على المخاطر التي تواجهها القوات الدولية في المنطقة والتداعيات الأوسع للصراع على جهود حفظ السلام الدولية.
وبدأت الجولة الحالية من القتال بين إسرائيل وحزب الله في أكتوبر، عندما أطلق حزب الله صواريخ على إسرائيل كعمل تضامني مع حماس في أعقاب هجوم الأخيرة في 7 أكتوبر، وكان هذا بمثابة بداية لفترة متواصلة من الأعمال العدائية التي شهدت اشتباكات بين الجانبين.
واشتعل الصراع أكثر بعد اغتيال شخصيات رئيسية داخل حزب الله وحماس.
وكان مقتل رئيس أركان حزب الله العسكري فؤاد شكر في بيروت، وزعيم حماس إسماعيل هنية في طهران، سببا في تعهدات بالانتقام من جانب حزب الله وإيران، مما أدى إلى تفاقم الوضع المضطرب بالفعل.
وحافظ حزب الله على استراتيجية "الغموض الاستراتيجي" طوال فترة الصراع، ولم يكشف سوى القليل عن قدراته العسكرية ونواياه في الحفاظ على الردع.
وظهرت هذه الاستراتيجية مؤخرا؛ عندما أصدر التنظيم مقطع فيديو يظهر شاحنات محملة بالصواريخ تتحرك عبر شبكة أنفاق واسعة النطاق، وهو عرض علني نادر لبنيته التحتية العسكرية.
وذكر مصدر في حزب الله أن القدرات الصاروخية للحزب هائلة، وما ظهر في الفيديو لا يمثل سوى جزء صغير من ترسانتهم.
وقد أدى هذا الكشف إلى زيادة المخاوف بشأن قدرة حزب الله على تصعيد الصراع بشكل أكبر، لا سيما بالنظر إلى تاريخ الجماعة في الاستفادة من قدراتها العسكرية لممارسة الضغط على إسرائيل.
وأدى تصاعد القتال إلى موجة من النشاط الدبلوماسي، حيث تعمل الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى على منع الوضع من التصاعد إلى حرب واسعة النطاق.
وكان المبعوث الأمريكي عاموس هوشستين في طليعة هذه الجهود، حيث أجرى زيارات إلى كل من تل أبيب وبيروت.
ومع ذلك، أعرب الدبلوماسيون الغربيون عن إحباطهم من عدم معرفة نوايا حزب الله، حيث لم تقدم الجماعة أي مؤشرات واضحة حول متى أو أين يمكن أن تنتقم.
وقد أصبحت مصداقية هوشستاين وغيره من الدبلوماسيين الغربيين موضع شك، خاصة في لبنان، حيث اتهمتهم وسائل الإعلام التابعة لحزب الله بتقديم ضمانات كاذبة قبل اغتيال فؤاد شكر.
وبالرغم من هذه التحديات، لا يوجد حاليًا بديل عملي لهوخستين في التوسط في الصراع، وفقًا لقاسم قصير، المحلل المقرب من حزب الله.
وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية المستمرة، ظل حزب الله ثابتاً على موقفه بأن أي رد انتقامي ضد إسرائيل هو "منفصل تماماً" عن الصراع في غزة، وسيتم تنفيذه بغض النظر عن نتيجة مفاوضات وقف إطلاق النار.
ويعقد هذا الموقف، الجهود الرامية إلى تهدئة التوترات، لأن تصرفات حزب الله لا ترتبط بشكل مباشر بعملية وقف إطلاق النار، مما يجعل من الصعب على الدبلوماسيين التنبؤ بسلوك الجماعة أو التأثير عليه.
وتؤكد التحذيرات التي أطلقها وزيرا خارجية المملكة المتحدة وفرنسا، ديفيد لامي وستيفان سيجورنيه، على الطبيعة المحفوفة بالمخاطر للوضع الحالي.
وفي تصريحات لصحيفة الـ"أوبزرفر"، حذرا من أن أي سوء تقدير يمكن أن يؤدي إلى صراع أعمق وأكثر استعصاء على الحل، وهو شعور ردده العديد من المراقبين في المنطقة