جابر عصفور: الفكر العربي حاليًا "متخلف".. والأزهر تحالف مع السلطة لفصل علي عبدالرازق وسحب "العالمية" منه
28.02.2017 15:51
اهم اخبار مصر Egypt News
جابر عصفور: الفكر العربي حاليًا
حجم الخط

ناقش صالون الأهرام الثقافي، اليوم الثلاثاء، قضية تجديد الخطاب الديني، بحضور الباحث السوداني، وأستاذ علم الاجتماع، الدكتور حيدر إبراهيم، والناقد الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، والدكتور حسن حماد، أستاذ الفلسفة وعميد كلية آداب الزقازيق السابق، والخبير الإستراتيجي بالأهرام، نبيل عبدالفتاح، وأدار الندوة الكاتب محمد سلماوي.

قال الدكتور جابر عصفور، متحدثًا عن الفكر بشكل عام، إن الفكر في الوطن العربي حاليًا فكر "متخلف" ينأى عن التقدم كليًا، تتبلور مظاهر تخلفه في أربعة أوصاف، وهم؛ الفكر الماضوي، والفكر الاتباعي، الفكر المقموع، وأخيرًا، الفكر المبتور الذاكرة، معتبرًا، أن هذه الأسباب الأربعة مُبرر قوي للأزمة الحادة التي يمر بها الفكر العربي حاليًا بشكل عام، وفي مصر بشكل خاص.

 

ولا يظن "عصفور"، أن هذه "الكوارث الأربعة" كما سماها، هي بنت الآن، وإنما هي عميقة جذور، مُنذ زمن بعيد، ومن بعد نكسة 1967، تفشت مظاهر هذه الأربعة.

 

وفنّد "عصفور" في حديثه، هذه المظاهر، وعرّف "الفكر الماضوي"، بأنه فكر يقيس على الماضي، ويتجاهل المستقبل، وكأن التاريخ لا يتحرك إلى الأمام وإنما يتحرك إلى الخلف، واستشهد بالكتب الموجودة في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، في دورته الــ48، مشيرًا إلى أن الكتب التي تهتم بالثقافة المستقبلية نادرة، وتكاد لا تكون موجودة، ومعظم الكتب تعيش في الماضي وتتحدث عن الماضي، وتساءل: كم مثقف وعالم مختص بدراسة الثقافة المستقبلية؟

وتصوّر "عصفور" أن أسباب جنوح الفكر العربي إلى الماضي، يُمكن أن تتمثل في الخوف من الماضي، والحظر منه، وألفة الماضي، والاستناد إليه، وكذلك هناك أسباب اجتماعية ودينية وسياسية تدفع الفكر للماضوية، ولطالما نؤمن بأن الماضي هو الأجمل والأمثل لا فائدة، وسيظل الفكر العربي فكر متخلف، وفيما يتعلق بـ"الفكر الاتباعي"، رأى أن الفكر يتجه إلى التقليد دون أي وعي نقدي أو أي مسائلة، والحكومات تأتي بنفس النظام، تقلد بعضها البعض دون أي إبداع أو ابتكار في الفكر.

 

ودلل على "الفكر المقموع"، بواقعة كتاب "الإسلام وأصول الحكم"، الذي ألّفه الشيخ على عبدلرازق عام 1925، وقامت الدنيا ولم تقعد بسبب هذا الكتاب الذي يُهدد حكم الملك فؤاد، ويعصف بطموحه، وينفي وجود نص يدعو إلى الخلافة الإسلامية، فتحالف الأزهر آنذاك مع الملك فؤاد، وفصل على عبدالرازق، وسحب منه شهادة العالمية، وفصله من عمله.

 

والعبرة من هذه الواقعة، كما يؤكد "عصفور"، أن تحالف السياسة مع الدين يعصف بالحرية.

 

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.