الكوليرا والمجاعة والنزوح.. ثالوث أزمات يحاصر الشعب السوداني مع تعثر محادثات السلام
17.08.2024 10:22
اهم اخبار العالم World News
صدى البلد
الكوليرا والمجاعة والنزوح.. ثالوث أزمات يحاصر الشعب السوداني مع تعثر محادثات السلام
Font Size
صدى البلد

يواجه الشعب السوداني، العديد من الأزمات الإنسانية أبرزها تفشي وباء الكوليرا الذي حصد أرواح المئات إلى جانب استشراء المجاعة واستمرار النزوح بسبب المواجهات بين الجيش السوداني وميليشيات الدعم السريع، وفي ظل ضيق الأفق السياسي لوضع نهاية للحرب التي أدخلت البلد العربي في العديد من الأزمات الإنسانية.

الكوليرا في السودان

ويداهم وباء الكوليرا الشعب السوداني، وبحسب بيان منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة فقد ارتفع عدد الوفيات بسبب الوباء إلى أكثر من 300 حالة وفاة في السودان.

وأعلنت غرفة طوارئ الخريف الاتحادية عن تسجيل 11 حالة كوليرا جديدة ووفاة واحدة أمس في 4 ولايات بالسودان، ليرتفع العدد التراكمي إلى 300 حالة و18 وفاة.

وأوضحت الغرفة تأثر 3 ولايات بالأمطار يوم أمس هي "النيل الأبيض، الشمالية ونهر النيل"، ليصل إجمالي المتضررين إلى 19,944 أسرة و40,440 فردًا منذ يونيو الماضي.

وأعلن وزير الصحة السوداني المكلف الدكتور هيثم محمد إبراهيم رسميًا انتشار وباء الكوليرا في السودان.

الكوليرا في السودان

أكبر أزمة نزوح في العالم

والاثنين الماضي، حذرت المنظمة الدولية للهجرة من أن الوضع الإنساني في السودان وصل إلى "انهيار كارثي" بسبب الحرب المستمرة.

وأشار بيان المنظمة الدولية للهجرة إلى "المجاعة والفيضانات والتحديات التي يواجهها ملايين الأشخاص الذين يكافحون للتعامل مع أكبر أزمة نزوح في العالم، بعد 16 شهرًا من الصراع الوحشي في السودان".

وأبرز أن "المجاعة انتشرت في مخيم زمزم بالقرب من الفاشر في شمال دارفور، والذي يأوي نصف مليون نازح، ويعاني المخيم من نقص حاد في الغذاء، مما يؤدي إلى زيادة معدلات سوء التغذية والوفاة".

وقد نزح ما لا يقل عن 10.7 مليون شخص ويبحثون عن الأمان داخل البلاد وأدى الصراع في ولاية سنار وحدها إلى نزوح أكثر من 700 ألف شخص في يوليو.

وحذرت المنظمة الدولية للهجرة من أنه "على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة، من المتوقع أن يواجه حوالي 25.6 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد مع انتشار الصراع".

وقال عثمان بلبيسي، المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "لا شك أن هذه الظروف ستستمر وتتفاقم إذا استمر الصراع وظلت القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية قائمة لقد وصلنا إلى نقطة الانهيار، نقطة كارثية ومأساوية".

ووفقًا لأحدث بيانات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أدى التدهور السريع في الأمن الغذائي في السودان إلى وصول 755 ألف شخص إلى مستويات كارثية (المرحلة 5)، مع وجود خطر المجاعة في 14 منطقة.

المجاعة في السودان

المجاعة في السودان

لكن هذه هي المرة الأولى -وفقًا لوكالات الأمم المتحدة- منذ إنشاء لجنة التخطيط المتكامل في عام 2004، التي تم فيها تأكيد أن السودان في وضع كارثي.

وخلافًا لأزمة دارفور قبل 20 عامًا، ذكرت الوكالات الثلاث أن الأزمة الحالية تؤثر على البلاد بأكملها، حيث وصلت مستويات الجوع الكارثية إلى العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة المزدهرة ذات يوم.

كما تظهر البيانات الجديدة تدهوراً حاداً في أوضاع المواطنين السودانيين، مقارنة بأحدث التوقعات الصادرة في ديسمبر 2023، والتي أشارت إلى أن 17.7 مليون شخص يواجهون الجوع الحاد (المرحلة 3+ من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي).

لكن وزير الزراعة السوداني أبو بكر عمر البشري نفى التقارير التي تحدثت عن أزمة مجاعة في البلاد، مشيرًا إلى أن تقريرًا لمنظمة الأغذية والزراعة قبل شهرين أكد أن السودان أنتج أكثر من 3.1 مليون طن من الذرة، وهو ما يكفي حتى الموسم المقبل.

وقال وزير الزراعة السوداني "تم حصر المخزون الاستراتيجي من موسم الشتاء السابق، وقامت لجنة بتقييم إنتاج القمح، وخلصت إلى إنتاج 761.300 طن على الرغم من الحرب وخسارة نصف ولاية الجزيرة".

وقال "السودان لن يواجه المجاعة، والمزاعم بالمجاعة مجرد محاولات لنشر اليأس"، وتساءل كيف تم إجراء المسوحات، مع الأخذ في الاعتبار أن ميليشيات الدعم السريع منعت عمال الإغاثة من الوصول إلى مناطقهم.

معاناة أطفال دارفور

وفي دارفور، يبدو الوضع أكثر تعقيداً، مع تزايد أعداد المتضررين من سوء التغذية، وخاصة بين الأطفال. 

وتشير أحدث الإحصائيات إلى أن 5975 طفلاً يعانون من سوء التغذية في مخيم كالما بجنوب دارفور.

وقال آدم رجال، المتحدث باسم المنسقية العامة للاجئين والنازحين في دارفور، إن الأوضاع في المخيمات تتدهور بسبب نقص الضروريات الأساسية مثل الغذاء والدواء ومياه الشرب. 

وأشار إلى أن طرفي الصراع يعيقان توصيل المساعدات إلى المحتاجين ويستخدمان الغذاء كسلاح حرب من خلال التجويع والموت البطيء للنازحين.

وأعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال بقيادة عبد العزيز الحلو المجاعة في المناطق الخاضعة لسيطرتها في جنوب كردفان والنيل الأزرق.

وقال أرنو نقوتلو لودي، أمين السلطة المدنية للسودان الجديد، في بيان يوم الثلاثاء، إن حربي يونيو 2011 وأبريل 2023 ساهمتا في تفاقم الأزمة في هذه المناطق والمجاعة الحالية.

ورغم البقاء خارج الحرب، شهدت المنطقة تدفقًا للنازحين داخليًا من المناطق التي مزقتها الحرب.

فتح معبر أدري

وأول أمس الخميس، الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني ورئيس المجلس السيادي إعادة فتح معبر أدري الحدودي مع تشاد، وهو مدخل حيوي للمساعدات تم إغلاقه، حيث أكد الجيش أن ميليشيات الدعم السريع تستخدمه لإمدادات الأسلحة.

أشاد عمال الإغاثة في السودان بإعادة الفتح كخطوة حاسمة للرد على التقارير المتزايدة عن المجاعة.

وقال عمال الإغاثة "نرحب بقرار الحكومة السودانية بفتح معبر أدري الحدودي مع تشاد للمساعدات الإنسانية، ومع الوصول الكامل وغير المقيد إلى هذا الطريق، لدينا فرصة لاحتواء المجاعة التي تدمر مخيم زمزم وأجزاء أخرى من دارفور".

وقالت المنظمة الخيرية، "الناس يتضورون جوعًا - إنهم بحاجة إلى الغذاء والإمدادات الطبية والمأوى وغيرها من الخدمات الأساسية الآن، وهذه فرصة حاسمة للمجتمع الدولي لتكثيف الجهود وتقديم الإغاثة المنقذة للحياة، لكن الجهود الدبلوماسية المستمرة ضرورية، بما في ذلك الجهود الرامية إلى إزالة أي بيروقراطية تعيق المساعدات بمجرد دخول دارفور".

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.